رأي
سيدة البر تكتب في “مشاوير” عن عقلاء المجانين
ولد سيبويه المصري وهو غير سيبويه النحوي الشهير وانما تشابه في الاسماء كان من عقلاء المجانين
وعقلاء المجانين هم طائفة عرفوا بالجنون ولكن كان لهم مواقف واخبار واشعار لا يأتي العقلاء بمثلها
وكان يمكن لسبيويه المصري ان يكون نسيا منسيا لولا ان قام ابن
زولاق وهو مؤرخ مصري بكتابة كتاب بعنوان اخبار سيبويه المصري فقد عاشا في العصر ذاته زمن الدولة الفاطمية … فتتبع اخباره ما شهدها هو وما سمعها هو وما سمعها عنه من الناس وكان مما ذكره ابن زولاق في كتابه – قال قال سيبويه المصري مدح الناس المتنبي لانه قال :
ومن نكد الدنيا علي الحر ان يري عدوا له
ما من صداقته يد وهذا كلام فاسد
لان الصداقة صد العداوة والصداقة مأخوذة من الصدق لو انه قال:
ومن ند الدنيا علي الحر ان يري
عدوا له ما من مداراته بد
لما مات كافور وبويع لاحمد بن علي بن الاخشيد وهو طفل ابن احدي عشرة سنة قال سيبويه المصري هذا من العجائب ومن عظام المصائب ان يقعد في اعلي المراتب صبي غير بالغ ولا آيب ولا قارئ ولا كاتب
وذات مرة كان سائرا علي حماره حتي لقي المحتسب ( مراقب الاسواق) فقال:ما هذه الاجراس يا انجاس؟ والله ما تم حق اقمتموه و لا سعر اصلحتموه ولا جان ادبتموه ولا ذو حسب وقرتموه وما هي الا اجراس تسمع لباضل توضع لا حفظ الله من جعلك محتسبا ولا رحم لك اما و لا ابا وسلط عليك وعليه من يوجعكما ادبا قديما قالوا خذوا الحكمة من افواه المجانين
فما اشبه حالنا اليوم وما يجري في اسواقنا ومعاناة
فنحن نحتاج الي هذه الحكم ولنا من الادباء والحكماء والعلماء قدموا لهذا الوطن والعالم اجمع كل مفيد وجميل فاين نحن اليوم من ان نؤرخ لانجازاتهم ونحفظ حقهم الادبي لنفاخر به الامم والعالم اجمع وان نضع موازين ومقاييس اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لعله ينصلح حالنا خاصة في عهد اليوم قل فيه الوفاء والاخلاص وكثرت الفتن والاحقاد كل يقول يا نفسي
حفظ الله بلادنا وحفظنا من كل شر