سياسة
كرم الله عباس الشيخ … العودة من الباب الكبير
القضارف: الفاتح داؤود
الازمة السياسية،وقضايا الانتقال،وملفات الاقتصاد وهواجس الأمن والحدود،تلك كانت أبرز العناوين التي تصدرت خطاب والي القضارف الأسبق كرم الله عباس الشيخ،امام الآلاف من انصاره،من مواطنو قري الشريط الحدودي،الذين تداعوا الي رئاسة محلية “باسندة” استجابة لدعوة إسناد القوات المسلحة التي أطلقها “تجمع المزارعيين الوطنيين” الذي يتزعمه كرم الله عباس الشيخ.
ولم تخلو المناسبة التي شهدت حضور لافتا لكبار المزارعيين ورجال المال،ورموز الإدارة الأهلية،وشخصيات سياسية بارزة،من عنصر المفاجأة السياسية ،حيث اعلن كرم الله عباس عن نية عدد من الشخصيات العامة الاعلان عن تشكيل تنظيم سياسي جديد للمنافسة في الانتخابات القادمة،قوامه المزارعون والإدارة الأهلية والشباب والمرأة،وكل مؤمن بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية المتساوية.
وشن كرم الله عباس هجوما سياسيا عنيفا علي التنظيمات اليسارية التي إدارت المرحلة السابقة ،وقال أنها لا تمتلك رؤية أو مشروع سياسي لإدارة الدولة،وان كل الذي فعلته هو زرع الفوضي السياسية الخلاقة،وتنفيذ أجندة المخابرات والمنظمات العالمية في السودان، فضلا عن تبني خطاب العنصرية والكراهية بين أبناء الشعب السوداني،مؤكدا أن الحديث عن إعادة هيكلة القوات المسلحة هو محض مؤامرة دولية لن تنطلي علي شرفاء الجيش،لان القصد منه اذكاء نار الفتنة ، ولكن ذلك لن يحدث لان إرادة الشعب اقوي من امنيات العملاء. وأكد التزام جميع مواطنو الشريط الحدودي بدعم وإسناد القوات المسلحة بالمال والرجال دفاعا عن الأرض والعرض،
وقال عباس الشيخ أن قوي اليسار التي حكمت البلاد بعد ثورة ديسمبر، لم تستطيع ترجمة شعارات الثورة الي برامج تنموية أو مشاريع خدمية تعود بالنفع علي أولئك الذين صعدت علي اكتفاهم للسلطة ،انما أنفقت جل وقتها في معارك انصرافية ،وأفعال صبيانية عطلت مصالح الشعب، ودمرت اقتصاد البلاد الهش،بل وشكلت تهديدا مباشرا لكيان الدولة ووجودها ،ومضي لن نصمت بعد الان علي تجاوزتهم وسنقف امامهم وجها لوجه، قال لقد اعتزالت الحديث في السياسة والعمل العام منذ عشرة أعوام ،بعد ان قدمت استقالتي من المؤتمر الوطني، وقطعت كل ارتباطاتي التنظيمية بالحركة الإسلامية،ولكن لايكمن أن تستكين أو نتواري خوفا ،لاننا لم نسرق أو نفسد وان هذا الشعب لايستحق كل هذا الأزلال والإهانة ،وان كان الحديث في الدفاع عن مصالح الناس و حماية البلاد من الانزلاق الي الحرب الأهلية يعتبر سياسة ،فمرحبا بالسياسة ،مؤكدا أن كل مايجري في الخرطوم من فوضي احالت حياة الناس الي جحيم ،لايليق بالدول المحترمة بل سيدفع الناس الي الدفاع عن أنفسهم ،مالم تتحمل المنظومة الأمنية مسئوليتها كاملة ،مؤكدا أن الطريقة التي تتعامل بها الشرطة مع الملف الأمني تحتاج إلي مراجعات أو شفافية في تمليك الحقائق للرأي العام ،حول من يقتل الناس ومن يحرق مقار الشرطة ومن يدمر البني التحتية .
وقطع كرم الله عباس ان الأحزاب اليسارية “عروبية أو قومية” لن تحكم السودان،لانها عنصرية وحاقدة وفاشلة وغير مسئولة أو مؤتمنة،
وواضح كرم الله أن القوات المسلحة خط احمر لا ينبغي المساس به ،وعلي الذين يراهنون علي تفكيكها إعادة النظر في مواقفهم ، وطالب الرئيس البرهان بعدم التعويل علي الامريكان والترويكا الأوربية والمحاور الإقليمية وأنما علي ارادة شعبه فقط ،لافتا الي تجربة الحكومة الانتقال السابقة، والاعتبار من حصاد مؤتمرات برلين والرياض واعفاء الديون ووعود البنك وصندوق النقد الدوليين ،لافتا الي أن المنظمات الدولية التي تعمل في ولاية القضارف تمثل نموزجا حيا للاستهبال واستنزاف خدمات الشعب الشحيحة،وتوعد كرم الله بقيادة حملة شعبية واسعة ضد المنظمات في محليات المفازةو الحواتة وباسندا والقلابات الغربية ،التي تستضيف معسكرات اللاجئين ،نالم تتبني هذا المنظمات مشروعات خدمية لصالح المجتمعات المستضيفة.
وتحسر كرم الله علي أوضاع المزارعيين الذين قال انهم سوف يموتون من الغبن ،بسبب تكاليف الحصاد الباهظة وضعف التسويق وتوقف الصادر، ونصح كرم الله المزارعيين بعدم التعامل مع قيادة البنك الزراعي التي يسيطر عليها اليسار ،ودعاهم الي فتح قنوات تمويل من البنك الاخري،