سياسة
هل يفقد حمدوك شرعية الشارع بالاعتصام حول القصر الرئاسي ومجلس الوزراء؟
هل يفقد حمدوك شرعية الشارع بالاعتصام حول القصر الرئاسي ومجلس الوزراء؟
تقرير: سودان بور
يحكى ان في عام 1776 قامت ثورة في امريكا الشمالية واطاحت بنظام الحكم الملكي البريطاني وكونت بموجبها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1789 قامت ثورة الفقراء في فرنسا ضد طبقة الارستقراط واطاحت بحكم لويس السادس عشر، وفي ديسمبر 2018 قامت ثورة في السودان اطاحت بنظام عمر البشير، ودخل المدنيين والعسكريين في شراكة خلال الفترة الإنتقالية، لكن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بدأ المكون المدني يكيل التهم تجاه المكون العسكري بعرقلة الشراكة، فيما لازم رئيس الوزراء السوداني الإنتقالي عبدالله حمدوك الصمت حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بحل الحكومة الانتقالية الأولى بعد توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان .
ومع تكوين حمدوك الحكومة الثانية من أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان احست قوى إعلان الحرية والتغيير ان البساط ينسحب من تحت أقدامها وخاصة من بعد الزيارات المكوكية التي قامت بها قيادات حركات الكفاح المسلح إلى حاضنتها الأجتماعية في عدد من ولايات السودان المختلفة.
ولكن طفح الكيل بين قوى الحرية والتغيير التي كانت تسارع الخطى لتقاسم السلطة والثروة وغفلت مطالب الثوار ولجان المقاومة التي تستغلها للضغط على المكون العسكري الذي انحاز لخيار الشعب وشيطنة بشعار حرية سلام وعدالةو المدنيااااا خيار الشعب بين الفينة والأخرى وتلوح بان الانتقال كان دائما في خطر من الانقلابات المزعومة، لكن المثل الشعبي “الموية تكذب الغطاس” وحاولت مرارا تتمترس في تشكيل المجلس التشريعي الإنتقالي والمفوضيات وتنفيذ جداول مصفوفة اتفاقية جوبا واخيرا بلغت بها الجرأة على شيطنة قيادات الجبهة الثورية السودانية بانها تتغزل بسياسية النظام السابق حينما طالبت بالتوافق الوطني وتوسيع مشاركة القوى السياسيةالأمر الذي ادى إلى ميلاد تحالف الميثاق الوطني المعروف بقوى الحرية والتغيير “منصة التأسيس” والذي طالب حمدوك بحل الحكومة الحالية من مجموعة الأربعة التي اختطفت الثورة وتشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات الوطنية حسب الوثيقة الدستورية
يرى الباحث بالمجلس الاطلنطي والمسؤول الامريكي السابق كامرون هدسون ان السودان يقف الآن على حافة السكين، حيث قال الثوار الحقيقيين ( enough is enough) وبات مستقبل الإنتقال في خطر والبلد كله فى كفة عفريت (الميزان) وأن حمدوك بات بين مطرقة إذا انحاز إلى جانب الجيش فسوف يفقد دعم الولايات المتحدة الأمريكية وسندان دعم مجموعة الأربعة التي أختطفت الثورة سيواجه برفض قاطع وتصدي بحزم من الثوار ولجان المقاومة وقفل الطرق وتتريس الشوارع واعلان العصيان الجماعي.
يرى الخبراء ان شركاء الفترة الإنتقالية في السودان ليسوا منتخبين من الشعب والجميع يستندون لشرعية الشارع لذا على حمدوك النزول إلى الناس في الشوارع والاستماع الى مطالبهم وترجمتها في أرض الواقع حتى يكتسب ثقة الشعب لان مجموعة الاربعة اختطفت الثورة الأمر الذي دفعت قوى الحرية والتغيير ” منصة التأسيس” الأعتصام حول القصر الرئاسي مع الثوار ولجان المقاومة وطالبوا حمدوك بحل الحكومة قبل فوات الأوان، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الذبى، وامست السحابة الصيفية تمطر سخيا