رأي

بابكر عبد الله محمد يكتب: ( الكتب القديمة حاوية الحقيقة ) 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الاربعاء ٩/ ١٨/ ٢٠٢٤م
( الكتب القديمة حاوية الحقيقة )
” ٢ من ٥ ”
(( Old Books Literature Container of the Truth ))
الحلقة الثانية. ( تاريخ انضمام السودان للمهاتفة ) الأرباح والخسائر

لقد ذكرت ان هذا العنوان ظل حبيسا في قلبي وعقلي سنين عددا واحسبه من باب التنوير والتذكير لما يحاك ضد السودان وشعبه وارضه تحديدا والعالم الاسلامي بصورة عامة من مؤامرات ودسائس وتزوير وتحريف لحقأئق ايمانية ظاهرة بارزة …وكل ذلك ليس من قبيل عصبية دينية او مذهبية محددة او انتماءا لجماعة اسلامية بعينها …بل من باب النصح العام والدعوة لله سبحانه وتعالي …بعد ان تحولنا بسبب الجهل المعرفي وعدم الالمام بثوابت الدين الحنيف . وتحول بنا الامر الي جدل سخيف قادنا الي هذه الخلافات العميقة فيما بيننا .وهذا ربما كان احد اسبابه الرئيسة رجال وشيوخ وعلماء الدين الاسلامي انفسهم ..ونتناول اليوم مفهوم المحادثة او المهاتفة للسودان من منظور فلسفي إيماني محض …دعنا نسميها المهاتفة (( الايمانية )) ..وقبل ان اتناول المهاتفة الايمانية دعوني المح الي ان العنوان الرئيس للمنشور وهو الكتب القديمة حاوية الحقيقة ونتعرف علي حقيقة إخفاء الإنجيل الأقرب للصحة والذي لا يخلو من تحريف أيضا وتحتفظ به امريكا في قلعة فورت نوكس في الولايات المتحدة …ونتعرف كذلك علي مملكة بريطانيا لماذا قلصت دور ورسالة الملك الروحية ..وهذا هو سر احتفاظ الملوك بصورة شكلية ضعيفة ذات مسحة مرجعية للكنيسة . ولقد كانت لملوك بريطانيا صلاحيات إمبراطورية ذات قداسة مطلقة شبيهة بالسلطة الإلهية ..والكنيسة الكاثوليكية تؤمن بفكرة الثالوث…فتم تقليص صلاحيات الملوك المطلقة واحتفظ بها أيضا في قلعة فورت نوكس . واستبدلت توجهات بريطانيا العظمي بعلمانية الدولة والمجتمع… وابعد الدين عن الدولة والسياسة وبالتالي ابتعد المجتمع عن الدين كذلك ..والسؤال لماذا قامت امريكا بنفس الدور في الحرب العالمية الثانية ، حينما استعمرت امريكا اليابان لمدة ست سنوات وثمانية اشهر وخلعت امبراطور اليابابان والذي ادعت انه من اسرة فقيرة وضيعة . واستبدلته بامبراطور لا يملك سلطات روحية مطلقة .ومن أسرة ذات وضع مادي مرموق تمكينا للمادية في المجتمع وابعاد المجتمع عن روح القداسة والذي كان يمثل للشعب الياباني قداسة الهية …ولكن دعونا من كل ذلك .
لماذا يحاول الغرب دوما ويسعي لتركيع السودان كما قامت بريطانيا بنفس الدور مع تركيا عند سقوط الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين وحولتها الي دولة علمانية …ولماذا يحتدم الصراع مابين تركيا أردوغان والغرب في حرب شرسة نأمل أن تكون فيها الغلبة والانتصار لتركيا المسلمة …
نعود للمهاتفة الايمانية ونقول انها عبارة عن حوار فلسفي إنساني عقدي محض ولكنهم أرادوا ان يفرضوه بالقوة والدبابة والبندقية والصاروخ. .بعد ان فشلوا في ترسيخه باساليب وادوات لينة مثل الديمقراطية والمدنية والعلمانية وغيرها من اساليب التغريب والتدجين ….
.
و (الإيمانية) او المهاتفة الايمانية ظل مفهوما مسيطرا علي فكر المستشرقين.والفكر العلماني المتجذر نتيجة سقوط الكنيسة في ازمة صكوك الغفران …وبروز ما يعرف بالبروتستانية ..ان (( الايمانية )) هي عبارة عن نظرية ( معرفية ) إبستمولوجية تدعم وجود الإيمان بشكل مستقل عن العقل، أو أن العقل والإيمان على خصومة مع بعضهما البعض ، إذ يحتل الإيمان مكانة أعلى فيما يتعلق بالوصول إلى حقائق معينة وهو الإيمان المطلق عندنا كمسلمين مؤمنين تماما يقابله مفهوم الصهيونية والامبريالية العالمية وهو (اللاهوت الطبيعي). وتأتي كلمة الإيمانية (fideism) من الكلمة اللاتينية( fides،) والتي تعني الإيمان. ويحدد الفلاسفة عددًا من الأشكال المختلفة للإيمانية. وتتعدد الطرق التي يعبر بها الفلاسفة واللاهوتيون عن موضع العقل والإيمان في تحديد حقيقة الأفكار الميتافيزيقية ( ما وراء الطبيعة ) والمعتقدات الأخلاقية والدينية. والإيماني : هو ذلك الشخص الذي يُحاجج لصالح مذهب الإيمانية. والايمانية هي تغلب الدين والاعتقاد والايمان علي السبب والعلم والعقل ..وتُنسب الإيمانية من الناحية التاريخية، إلى أربعة فلاسفة: هم الفيلسوف / بليز باسكال..وهو فيلسوف وفيزيائي فرنسي .وسورين كيركجور .وهو فيلسوف دنماركي ولاهوتي وشاعر . ووليام جيمس فهو أمريكي وعالم رياضيات ويعتبر ازكي شخص عرفته البشرية علي حد زعمهم وولد في نيويورك …اما لودفيغ فيتغنشتاين هو الماني نمساوي درس الجامعة في بريطانيا وعاش فيها بقية عمره بطريقة بائسة ، ودونكم المراجع المتعددة واقلها قوقل الأكثر شيوعا.
وكانت الإيمانية إشارة لمعنى سلبي يستخدمه خصومهم، لكنها لم تُدعم دائمًا بأفكارهم وأعمالهم أو أتباعهم. وينسب الفضل أحيانًا إلى إيمانويل كانت في صياغته لصيغة ناضجة من صيغ الإيمانية، إذ اقترح أننا يجب أن ننكر المعرفة لكي نفسح المجال للإيمان…والعلم المعرفة المطلقة هي من ملكوت الله جل شانه وسبحانه وتعالي خالق الانسان والاكوان والامم ، واعطي الإنسان المسلم المؤمن ملكة ايمانية للتدبر والتفكر في ملكوته وعلمه ومعرفته ليعبد الله علي بصيرة وإيمان حقيقي يرده الي الصواب والجادة ..
اما ما يتعلق ببعض ما يطرحه بعض المفكرين وعلماء التاريخ والاثار هو من بعض العلم التاريخي فقط ومن خلال تفاسير اللغات القديمة التي لم يستطيع علماء الآثار من فك طلاسمها حتي الآن وان التصديق بممالك قديمة في السودان هي حقيقة لا نستطيع انكارها مثل مملكة كوش ما قبل التاريخ او حتي ممالك نوباتيا وعلوة والمقرة المسيحية .وتدخل في تفسير قد خلت ولم نسال عنها الان .وكلها
تدخل في اطار ( تلك امم قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون ) …واما بخصوص أنبياء ورسل من بلاد السودان القديم فهذه اشياء اخفاها الله تعالي علينا ..(ورسلا ارسلناهم اليك من قبل وقصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك .) .فكيف بنا ان نتبرع بهذه الكيفية الفطيرة والموغلة في السذاجة والغباء ونقوم باستدعاء رسل وانبياء من قبلنا ونعلم ان الاديان القديمة كانت يهودية ونصرانية .أليس في هذا دعوة لبني صهيون ومن طائفة الحاخامات وغيرهم ؟ …كم عدد اليهود في العالم ؟ اليهود أمة بلا وطن وبلا هوية فهي أمة منقرضة لايتعدي حجمهم اقل من. 0.02%
من سكان العالم و المعمورة ..
وأن استعمارهم وسيطرتهم ونفوذهم علي ا مريكا لا يعني استعمارهم لبقية دول العالم ..وهذا هو الأسلوب الأوحد الذي تعمل عليه موسسات الصهيونية العالمية والنيولبيرالية لتجريف الشعوب المسلمة من الدين والاخلاق والمثل والقيم لتصبح صيدا سهلا للسيطرة عليه …وللاسف يتم ذلك عن طريق عملاء خونة وجواسيس من بني جلدتنا . بغرض فرض استعمارنا من جديد عبر واجهات ومسخ مشوه من الكائنات البشرية غريبة الأطوار…فالمهاتفة الانسب والتي ينبغي أن يتنادي بها جميع أفراد الشعب السوداني بعيدا عن هدم القيم والاخلاق السمحة ودون تعصب اومذهبية مضرة تفرق ولا توحد أبناء الوطن الواحد وتبعدهم عن توجههم عن قبلتهم التي يجب أن يبقوا عليها ومصيرهم المشترك ..
…علي اية حال انها محادثة او مهاتفة وهذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة والتي سنتناول فيها الابعاد اللغوية واثرها السلبي الكبير في طمس الحقائق.ثم نتناول شيئا من تاثيرات الاستشراف علي الاقليم . وبعدها نتناول شيئا من تاريخ السودان كاخر مهاتفة له مع العالم وشيئا مما تيسر من الكتاب المقدس وخاصة انجيل جونتبرج . واين تحتفظ به امريكا و الغرب ؟….وفي اي خزانة ؟ ثم نختم المقال بالمهاتفة المنتظرة من الشعب السوداني في غالبه لتحقيق الانصهار والتوحد …وهي اكبر مكاسب يمكن ان نجنيها وتقلل من خسائرنا الفادحة في هذه الحرب الظالمة..
تابعوني في المنشور القادم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بابكر عبدالله محمد..

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق