رأي

محمد سليمان غانم يكتب: تلفزيون السودان…. السقوط في درك الانحياز

تلفزيون السودان…. السقوط في درك الانحياز
بقلم: محمد سليمان غانم ـ تورنتو ـ كندا
لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع أن يتردى تلفزيون السودان، ويحيد عن المهنية في تغطية اعتصام القصر بحياد وتوازن هذا العشم كان وراءه اعتقاد بأن لقمان أحمد مدير التلفزيون الذي جاء من شبكة الـ BBC سيطبق معايير مهنية منضبطة، لكنه للأسف لم يكن على قدر ذاك العشم ودللت التغطية المنحازة من تلفزيون السودان للواقع السياسي بتنوعه، على أن روح المدنية لم تتوسخ وهو ما يقدح في توجهات مجموعة (٤ ) طويلة نحو التحول الديمقراطية
يبدو أن قحت لا تدرك أن معركة التحول الديمقراطي ليست مجرد شعارات ولكنها مواقف مبدئية، وليست محض اهازيج لكنها أفعال، وليست مجرد أماني خلب بل افكار تتنزل في واقع حياة الناس.
ان قحت تثبت كل يوم فقر رصيدها القيمي ، ودكتاتوريتها المتلبسة بدثار المدنية الكذوب، وتفضح أفعالها الخرقاء حجم الخواء الذي تعيشه، وتكشف شمس الحقيقة بضوءها الساطع كذب ادعاءتها.
ان عملية التجهيل الإعلامي المتعمد تعمل عليها غرفتان، يشرف على الأولى وكيل وزارة الاعلام الرشيد سعيد وتتخذ من وزارة الثقافة والاعلام مقرا لها وتسمى (المنصة) وهي آلية موازية لـ (سونا) تقوم لإنتاج الاخبار والبيانات والاشاعات ويتولى العمل في هذه المنصة صحفيين ينتمون لمجموعة ( ٤ ) طويلة ابرزهم باهرام عبدالمنعم ومحمد عبدالعزيز والزين عثمان وآخرين
اما الغرفة الثانية فيشرف عليها ماهر ابوالجوخ وتتخذ التلفزيون مركزا لها، وذاك مما يقدح في قومية هذه المؤسسة الحكومية وظهرت نتائج عمل هذه الغرفة في شكل التغطية ونوع الضيوف لهذا اليوم وكسابقتها فإن من يعملون فيها صحفيون منتمون لمجموعة ( ٤ ) طويلة، ومن أولئك الصحفية درة قمبو والصحفي الشفيع الأديب والعماس تتركز مهام هذه المجموعة التي اختطفت مؤسسة وطنية قومية التوجه، الإشراف على انتاج مواد صحفية وترتيب الضيوف للحوارات التلفزيونية والاذاعية واسناد العمل الإعلامي لمجموعة أحزاب الاختطاف
ان السقوط المريع لتلفزيون لقمان يقودنا للجزم بضرورة أن تشمل عملية توسيع الفضاء السياسي مجهودا لتطهير الإعلام من التوجهات الشمولية حتي يكون علي قناعة بعملية التحول الدميقراطية، ووضع أسس مهنية تسير عليها أجهزة الإعلام الرسمية، قوامها التوازن المستند الي سياسة تحريرية تجعل هموم المواطن لا اهتمامات المسؤول اساس عملها، وتعلي من قيمة الديمقراطية في مقابل الديكتاتورية، وتجعل مناط اهتمامه التعبير عن التنوع الثري للسودان من حيث الموارد البشرية والمادية.
ان فجر الخلاص من تبعات التجهيل والاختطاف قد حان، وان شمس الحرية والانعتاق من حكم البرجوازية الصغيرة لصالح حكم الشعب قد بدأ اشراقه….. تصبحون على وطن خير ديمقراطي

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق