سياسة
فزاعة المجتمع الدولي وازدواجية المعايير في السودان
فزاعة المجتمع الدولي وازدواجية المعايير في السودان
الخرطوم: سودان بور
منذ اعلان الحركة التصحيحية في السودان بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام لقوات الشعب المسلحة، بعد بيانه الذي كشف عن اخفاقات الحكومة الانتقالية التي أصبحت تقود البلاد صوب الهاوية، واصدر قرارات شجاعة بتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية وإعلان حالة الطواريء في البلاد لتجنيب السودان من ويلات السقوط في تيارات التصارع السياسي والهوى، هذه القرارات التي كشفت أحزاب أربعة طويلة والتي تحلم باستمرار أمد فترة الحكومة الانتقالية لعشرة سنوات قادمة حتى تعمل على تمكين كوادرها وتحقيق مصالحها الخاصة على حساب ثورة ديسمبر التي مهرها الشعب بدمه، ولم تكن تلك التضحيات قدمتها أربعة طويلة التي تنادت من الفنادق والعواصم الأوربية لتنهب مكتسبات الثورة وتمكين الغرب من امتصاص ثورات البلاد، وأصبح المشهد اليوم بمعايير غريبة بعد اصطفاف بعض المنظمات الإقليمية والغربية دفاعا عن أربعة طويلة والجميع يتناسي الهاوية التي يقف عليها السودان بعد انهياره الاقتصادي والأمني واستفحال ازماته الداخلية بعد انشغال المكون المدني في استمالة حلفاءه في الداخل والخارج، ودافع عن لجنة إزالة التمكين التي كانت مسرحا لتصفية الحسابات ووكرا للفساد والابتزاز دون وجه حق، يقبع في المحاكم الالاف من المجرمين الذين ينتظرون تنفيذ الإعدام بعد أن فشل المكون المدني في التوافق على قيام المحكمة الدستورية وتعيين رئيس للقضاء والنيابة، وفشلوا في تشكيل مجلس تشريعي، واهملوا واجباتهم الدستورية، بعد أن تجاوزوا بنودها وتولى قادة الأحزاب المناصب الوزارية في الوقت الذي طالبت فيه الجماهير بحكومة تكنوقراط، ولكنهم سرعان ما تسللوا الي الوزارات في أكبر ردة على الوثيقة التي أتت بهم للحكم
ويقول المحلل السياسي الطيب ضوينا ان المجتمع الدولي ينظر إلى مصالح منظماته واستثمارته ولايعنيه امر الشعوب كثيرا، واضاف بان معظم الكوادر التي تولت المناصب الوزارية وصلت عبر دعم منظمات دولية التي ارسلت موظفيها من السودانيين لتحقيق أهدافها المعلنة والخفية، وبالتالي ان هذه المنظمات اليوم تدافع وتقاتل من أجل مجموعة من الأفراد وليس عن حق الشعب السوداني في الحصول على حياة كريمة وتوفير الأمن والاستقرار، وأشار ضوينا الي الازمات التي آثارها الغرب في العراق وليبيا وسوريا وحالات التشظي التي تعيشها اثيوبيا اليوم، إن كل ذلك حدث بتدخلات دولية رعناء تبحث عن مصالحها الخاصة وتستخدم في ذلك عبارات دبلوماسية محشوة بحقوق الانسان والحكم الرشيد في الوقت الذي ترسل الطيران لقذف العزل والمدنيين
وأضاف أن المجتمع الدولي لديها الكثير من المعايير المتناقضة ولكنها جميعا تتفق على تحقيق مصالح الغرب اولا.