سياسة
هل التوافق الوطني هو المخرج الوحيد ل (قحت) لتجاوز أزمة (25) اكتوبر
هل التوافق الوطني هو المخرج الوحيد ل (قحت) لتجاوز أزمة (25) اكتوبر
الخرطوم: سودان بور
في الوقت الذي دخل مجلس السيادة الجديد بكامل عضويته في اجتماع مطول لتجاوز أزمة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وقوى إعلان الحرية والتغيير (أ) التي اختطفت الثورة وقوى الحرية والتغيير( ب) ،المعروفة بالميثاق الوطني توطئة لعودة الحياة الى طبيعتها.
يرى خبراء اكاديميون ان الشعب السوداني تجاوز محطة ارتهان مسار ثورة ديسمبر المجيدة في شخوص بعينها أو أحزاب سياسية بعد حل حكومة المحاصصات التي عمتها سكرة السلطة والكبرياء بصورة واضحة لا لبس فيها وبما لا يدع مجالا للشك مطلقا، وكشف الصراع الدائر بين أطراف قوى التغيير بانها ليست واعظ وطني وان الخصومة والصراع من أجل المصالح الشخصية فقط.
ويؤكد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد على تورشين ان الشعب هو من فوض سلطته لمن يخدمه ويحقق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، لكن بمجرد سقوط النظام السابق تفرعنت بعض عناصر من قوى إعلان الحرية والتغيير (قحت) ضد الثوار ولجان المقاومة وصارت تهدد خطرا على مستقبل البلاد، وتلوح بقميص عثمان بن المجتمع الدولى معها وتسطيع ابتزار كل من يقف في وجهها بالكوزنة أو الفلول .
ولكن بعد يوم 13 نوفمبر، أكد المجتمع الدولي انه مع خيارات الشعب السوداني ، وليس داعم لأي طرف من اطراف الصراع في السودان بل همه الاول دعم التحول الديمقراطي السلسل للوصول الى صناديق الأقتراع عبر انتخابات حرة ونزيهة، احتراما لإرادة الشعب السوداني، بدون أملاءات من أي طرف لانه قال للعالم كلمته نهارا جهارا، انه لايقبل ان يحكم إلا بحكومة مدنية دون انحياز إلى أي طرف ومن أطراف الصراع و يظن غير ذلك فهو يدفن رأسه في الرمال وينتظر السراب .
وعلى صعيد متصل يؤكد الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور على يحى ان الشعب قال كلمته النهائية في يوم 13 نوفمبر الحالي بدون ارتهان نفسه لحمدوك أو مجموعة قحت ،وان الحل يكمن في ان يضع الجميع الكرة على طاولة ويجلسوا في مائدة مستديرة للحوار السوداني – السوداني للوصول الى التوافق الوطني للخروج من الأزمة الحالية، بعد ان قدمت كل الأطراف مطالبها التي نادت بها واستكمال تشكيل هياكل المجلس التشريعي الانتقالي والمحكمة الدستورية ومفوضية الدستور ومفوضية الانتخابات ومفوضية مكافحة الفساد واستكمال اتفاقية السلام الشامل.
ويرى المراقبون ان قوى إعلان الحرية والتغيير التي اختطفت الثورة وقوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني أمام محك تاريخي صعب، أما الجلوس مع بعضهما البعض والوصول الى توافق وتراضي لتشكيل المجلس التشريعي تمهيدا، للانتخابات المبكرة، وتلك المطالب شخصت بؤرة الأرتكاز وكأنها الشمعة التي تحترق لتضئ آخر النفق. فهل تنجح قوى الحرية والتغيير في تجاوز العودة الى ماقبل الخامس والعشرين من اكتوبر وترضي بالواقع الجديد ونزع فتيل الأزمة؟
يرى الخبراء ان الحل يكمن في اتفاق جميع السودانيين على مصلحة الوطن وان يكون الشعار الحصة وطن بدون مزايدات فلا احد يدعي انه مفوض من الشعب ؟