سياسة

قيادات لم تيأس من امتطاء ظهر الشارع! هل يسرقون عرق الشعب واحلامه مرة اخرى؟!

قيادات لم تيأس من امتطاء ظهر الشارع! هل يسرقون عرق الشعب واحلامه مرة اخرى؟!
الخرطوم: سودان بور
يلاحظ المراقبون في المواكب والمظاهرات التي خرجت ضد الاجراءات المعلنة من القائد العام للجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر بحسبانها انقلابا علي الثورة؛ بعض الاشارات التي لها انعكاساتها العميقة في المشهد السياسي بالداخل وتوازنات القوى والتيارات الحزبية التي ظلت مسيطرة علي القرار طيلة الفترة الماضية وهي تحاول التسلق نحو الشارع وامتطاء ظهر الثوار مرة اخرى!
القيادات والرموز السياسية التي كانت حاكمة طوال االفترة الماضية كانت تعزل نفسها بارادتها عن هذا الشارع الذي تتملقه الان امتطوا الفارهات وتخندقوا داخل مكاتبهم الفاخرة واكتفوا بمؤانسة الشلة وعضوية مكاتبهم التي كانت في الغالب تعيش خارج البلاد واستنسخوا اجواء بلدانهم بالمهجر وصمُّوا آذانهم عن انين وعذابات المواطنين ومعاناتهم! واذا خاطبوهم؛ خاطبوهم في كبرياء زائفة واكاذيب بلغاء!
الان اكبر نجاحاتهم وامتيازاتهم ان ترفع صورهم في المواكب جنبا الي جنب الثوار ولجان المقاومة التي طالما انكروها وعابوا عليها الخروج في مسيرات ضد حكوماتهم الفاشلة ووصل الامر بهؤلاء الثوار الي المناداة باسقاطهم نتيجة فشلهم وعدم قدرتهم علي تحقيق اهداف الثورة ولا مبالاتهم او اهتمامهم بقضايا المواطن! هاهم الان يتسابقون من بعد خروجهم من المعتقلات للحاق بالشارع ظنا منهم انه سوف ينخدع بهم مرة اخرى والشارع يعي ذلك لانه كان يعلم تماما انهم استبعدوه ولم يفكروا فيه اوان صراعهم ومحاصصاتهم علي السلطة وتكالبهم علي الوظائف التي تقاسموها مع محاسيبهم وشللياتهم الضيقة وافسدوا فيهما مثل من كان قبلهم عدا القلة القليلة منهم! وهاهي الغالبية منهم الان فور خروجهم من المعتقلات يسارعون بالدعوة للاحتجاج والتاجيج ولكن لمصلحة من هذه المرة؟ واين الوطن من كل ذلك ؟
عندما كانوا في مناصبهم لم يقدموا للمواطن اي شي بل باعدوا انفسهم بالاحتجاب والحرس والحجَّاب وانغمسوا في تنفيذ اجنداتهم الحزبية والذاتية دون مراعاة لمعاناة الوطن والمواطن! واليوم يستعملون المواطنين سلما للتسلق والمحاولة للعودة مرة اخرى لسلطة لم يحافظوا عليها بمسؤولية حتي سلبت منهم عنوة نتيجة اخطائهم وفشلهم وضعف مقدراتهم فهل ينجحون مرة اخرى في سرقة جهود الشارع وسطو احلامه وآماله في العزة والكرامة والتطوير والتنمية؟!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق