تحقيقات وحوارات
“سودان بور” تحاور رئيس تجمع الشباب المستقلين محمد نور السموأل المستقيل
رئيس تجمع الشباب المستقلين محمد نور السموأل المستقيل لـ”سودان بور”:
انسحبت حفاظاً على سلامة التجمع ونعمل على إنشاء كيان جديد
المرحلة حساسة ولابد من قيادتها بالوعي ولا نستطيع قيادتها بالصراع
أردنا ان نثبت للكيانات السياسية ان المستقلين اكبر من ان يتم احتوائهم داخل اطار محدد
نطالب الشباب بنقل “المتاريس” من الشارع العام للمشهد السياسي لتكون صداً منيعاً للاحزاب
حوار: أحمد حسين
حينما تم كشف الستار عن الشوارع الرئيسة المودية للقيادة العامة للقوات المسلحة وإجتمع أهل السودان تحت مظلة الإعتصام المشهود الذي أطاح بنظام ثورة الإنقاذ الوطني، ظهرت العديد من التيارات الحزبية والكيانات المجتمعية ناصبو الخيام والمنصات الإعلامية طارحين افكارهم ورؤاهم لمستقبل البلاد، وكان تجمع الشباب المستقلين أحد أعمدة إعتصام القيادة الرئيسية، في هذه السانحة نقف على تأسيس هذا الكيان وأسبابها ودواعيها ومن ثم ندلف الى تطور مسيرة الكيان حتى اليوم.
ولكي نجيب على هذه التساؤلات إلتقينا بمؤسس ورئيس تجمع الشباب المستقلين محمد نور السموأل لنقلب معه الاوراق ونسبر الأغوار حتى نتعرف على البدايات ومن ثم الوقوف على النهايات والإشكالات التي لازمت المسيرة لمعرفة هذا وذاك معاً نطالع ماخرجنا به من حصيلة معلوماتية
علمنا أنكم أعلنتم الإنسحاب من رئاسة تجمع الشباب المستقلين ماهي الأسباب والدوافع؟
حقيقة انسحبت حفاظاً على سلامة التجمع، ولأن الشباب أصبح لديهم القابلية لكشف الناس على حقيقتهم، والشباب اصحاب قرار ذاتي، وراينا أن يتجمع الشباب لعقد مؤتمر عام لاختيار من يمثلهم رئيساً ولا امانع اذا رغب الشباب في ترشيحي مجدداً.
وكذلك فإن الغرض من الإنسحاب هو ترسيخ الفكرة عن التنازل حال وجود الصراع وترك التعصب، لأن هذا هو ديدني عندما قمت بتأسيس هذا الكيان والتجمع، ففكرتنا تقوم على عدم التعصب والصراع وقبول الآخر، وترك التشاكسات الحزبية.
وفي هذا الإطار وجهنا الشباب ليكونوا واعين وأن لايسمحوا للكيانات الطفيلية ان تتحكم في قرارهم باعتبار ان المستقلين يمثلو السودان الاعظم.
ماهو مصير التجمع بعد إنسحابكم منه؟
حقيقة أن رؤساء التجمع في الولايات والمحليات يعملون على اعادة التدقيق في تكوين المكاتب التنفيذية بعد الإختراق الذي حدث له،
وأعتقد أن المرحلة حساسة ولابد من قيادتها بالوعي ولا نستطيع قيادتها بالصراع، والظاهر أن هنالك انشقاق في التجمع بيد أن الجسم الحقيقي الذي انشق ليس له قواعد على الأرض.
هل كنتم تعلمون بالإختراق الحزبي داخل التجمع؟
كنا نعلم أن هنالك تحديات وكنا نتوقعها، لكن أردنا ان نثبت للكيانات السياسية ان المستقلين اكبر من ان يتم احتوائهم داخل اطار محدد، وكنا نثق في جميع الأعضاء الذين ينتمون الينا بعد أداء القسم الذي حددنا فيه ترك الإنتماء الحزبي السابق والعمل مع التجمع.
تعددت مسميات المستقلين عقب الخامس والعشرين من أكتوبر ماتعليقكم؟
بعضها صادق وبعضها مصطنع، ونحن كيان موجود منذ العام 2019 أي ماقبل الاعتصام، وهذا يوضح بان التجمع جسم حقيقي يشمل الفئة الأكبر الناشطة في العمل السياسي وهم شباب ليس لديهم انتماءات حزبية.
ماهي مصادر التمويل لديكم كتجمع شبابي مستقل؟
هذا سؤال جيد تم توجييه الى كثيراً ولكن للحقيقة نحن مجموعة من رجال الاعمال ولدينا مكتب تنفيذي لرجال الاعمال وأن الفعاليات تقوم بالمجهودات الذاتية والدافع الوطني
إذن ماهي وجهتك المقبلة بعد الإنسحاب؟
سأعمل خلال الأيام المقبلة على إنشاء وتكوين تيار شبابي مستقل يتجاوز كافة التكوينات الحزبية، لأني أعتقد أن تجميع الشباب في تجمع أو كيان هو منظور ضيق بعض الشئ، ونحاول من خلال التجربة الجديدة للكيان، ان نلغي الظروف الإستثنائية للتكوينات التي صاحبت نشؤها، بمعنى أن أغلب الكيانات نشأت تحت ظرف آني محدد كأن تتحدث عن الإستقلالية أو الفترة الزمنية التي أعقبت ثورة ديسمر المجيدة، وأغلبها تم الإعلان عنها داخل إعتصام القيادة العامة.
ماهي ضمانات نجاح تجربتكم القادمة؟
نحاول في التجربة الجديدة أن يكون التيار او الكيان عابر للأيدلوجيات والحزبيات، لأنه في ظني أن الكثير من المشاكل في السودان ومنذ الإستقلال كانت لها علاقة بالعرقية والاثنية وتسببت في تأخرنا كسودانيين من أن نصل لدولة متطورة.
قد يتهمكم البعض بأن إنسجابكم أشبة بالتولي يوم الزحف، ماهو سبب الإنسحاب وهل هناك أي جهة قامت بالضغط عليكم؟
لا أبداً لن ليس كذلك، لكن الإنسحاب كما قلت لك كان حفاظاً على سلامة التجمع، وفي السابق تعرضنا للكثير من الضغوطات بدأت بالتشهير ووصلت لمرحلة التهديد والتحريض من قبل بعض الأشخاص الذين يتبعون لقوى سياسية.
لماذا إذن لم تشاركوا كشباب في الحكومة السابقة ولماذا الإنسحاب بعد تغيير الحكومة؟
لم نكن جزءاً من الحكومة السابقة، ولم نشارك فيها، بل نحن قد إقترحنا اعلان الحكومة من داخل أرض الإعتصام باعتباره “برلمان ثوري” لكن للأسف القوى السياسية كانت لديها رغبة في استلام الحكم وحدث ما حدث.
علمنا أنكم شاركتم في اعتصام القصر الجمهوري لماذا لم يتم الإتفاق حول جسم موحد يضم كل الشباب آنذاك كشباب ثوري ومن ثم تتححق المقاصد؟
نعم شاركنا في إعتصام القصر الجمهوري ولم نكن اعضاء في لجنة التأسيس للحرية والتغيير، وكانت مشاركتنا بإسم الشباب المستقلين الحالمين بوطن حر معافى.
ماهو دوركم في الحراك الثوري الذي تشهده البلاد حالياً؟
نأمل في توسيع دائرة الحريات والتعبير السلمي، ومن خلال ذلك نطالب الشباب بنقل “المتاريس” من الشارع العام للمشهد السياسي لتكون صداً منيعاً للاحزاب من تنفيذ الممارسات السياسية التي تضر بالفترة الانتقالية.
مارأيكم في التغيير الذي حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي؟
اعتقد أن قرارات القائد العام للقوات المسلحة كانت سليمة لوضع مسار الثورة في الإطار الصحيح، ولكن ماتبعها من قرارات أصدرها رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، بإعادة اصحاب الإنتماءات السياسية الواضحة قد يعيد المشهد السياسي الى ماقبل 25 اكتوبر.
كيف تنظر الى قرار إعادة لجان المقاومة للمشهد السياسي من جديد؟
للأسف اعادة لجان المقاومة إنه قرار غير سليم، لأنه أعاد الأحزاب للمشهد وأفقد الشباب المستتقلين الفرصة في المحافظة على الفترة الانتقالية .
هل انت من واجهات الاسلاميين؟
انا محمد نور السمؤال من رحم بيت صوفي متدين لا انظر للاسلام كحزب سياسي وانما كارضية نسير عليها، وأنظر للتيارات السياسية يمينية كانت او يسارية من منظور وطني خالص؟
هل تخططون في خوض الإنتخابات القادمة؟
من حق الكل المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة و”انا ماضد زول وانما يتم الاختيار وفق برامج الاحزاب”.
وسنعمل كجسم رقابي للانتخابات لمعرفة حقيقة القواعد للأحزاب السياسية ومدى تهئتها وتوافق الشعب السوداني على برامجها.
ونسعى للترشيحات في الإنتخابات المقبلة للمقاعد التنفيذية والولاة والمجالس التشريعية في كافة ولايات السودان.
ماهي شروط الإنتماء للكيان الجديد تيار الشباب المستقلين؟
سيظل بابي مفتوحاً لكل الشباب المستقلين الذين لا ينتمون لأي حزب سياسي وفي اي وقت لدعم المبادرات الوطنية التي تدعم النهضة والبناء، سأظل أخدم بلادي واسعى لمساندة الشباب عبر طرق أخري، وأوصي شباب الوطن المستقلين أن لا ينشغلوا بالصراعات السياسية وأن لا يكونوا طرفاً فيها وأن لا يرتهنوا لأي أحزاب أو كيانات سياسية خبيثة وأن يكونوا صفاً واحداً ضد الاطماع والمصالح الداخلية والخارجية .
ثم أوصيهم بالتمسك باللاءات الثلاثة ( لا إقصاء – لا محسوبية – لا عنصرية ) .