رأي
صلاح دندراوي يكتب: لا تبصق في بئر شربت منه
لا تبصق في بئر شربت منه
صلاح دندراوي
تقول أمثالنا ( لا تبصق في بئر شربت منه فقد تحتاج لتشرب منه مرة أخرى)
أذكر مقولة لأحد السياسيين العتقاء من رؤساء الأحزاب عندما سئل بعد سقوط مايو. لماذا شاركت في نظام أنت عندك فيه رأي..؟ فقال كنت اعمل على (تقويضه) من الداخل..يقول ذلك بعد سقوط نظام تعايش معه سنين ينفذ اسنراتيجياته ويسكت على (مظالمه) االتي كانت تجري في محيط عينيه. ويدعي ان كل ذلك كان في (إسنراتيجيته) لتقويض النظام من الداخل..
ساقني لهذا الحديث ما قرأته أمس لأحد الوزراء الذين أقالهم رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ضمن تعديلات أجراها مؤخرا، فما كان منه إلا أن ينبري منتقدا سياسة البرهان وكيف أنه كا خاضعا (للفلول) ويأتمر بأوامرهم، وأعلن الوزير المقال أنه ضد السياسة الجارية التي تنفذها حكومة البرهان، بل يصف حتى قرارات البرهان في 25 أكتوبر – والتي جاءت بهذا الوزير إلى كرسي الوزارة- يصفها ب( الإنقلاب المشؤوم) وأنه ضد هذا(. الإنقلاب). وسيجابهه حتى يأتي ب(الديمقراطية) والحكم المدني..
فأين كان يا ترى طوال تلك الفترة التي قضاها يرفل في ثياب الَوزاررة ولم نسمع له رأي مغاير في البرهان، ولا إنتقادا لهذه السياسات التي كانت تضعها الحكومة(المغضوب عليها) وينفذها دون. اان يبدئ. أي إعتتراض أو إنتقاد لها…
إنهم ساسة هذا. البلد والذين قال في أمثالهم المولى تعالى(ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )
وكثيرون من أمثال هذا الوزير شربوا من نعيم الإنقاذ حتى الثمالة ومكنوا لها، وعندما سقطت تنكروا لها وإرتدوا ثوب الثورية والمدنية وغيرها من مسميات وجعلوا يسبونها ويصفون الذين كانوا يقودونها بالفلول والكيزان وغيرها، والتي باتت صك يستخدمها كل من يطمع في وضع جديد غير عابئ بهذا التاريخ الذي دون له في تلك الحقبة.
إن من يعارض شئ أو يخالف رؤاه فلا حجة له في أن يجاريه أو يداهنه.، بل عليه أن يعلن موقفه منذ البداية ويعلن مخالفته ومعارضته له، ولكن أن يجاريه ويتنعم بموقعه فيه ويمكن له، ثم يجئ بعد أن يستغنى عنه ويبعد خارج الدائرة ليقول فيه ما يقول ليسب هذا النظام الذي عمل فيه ومكن له وخضع لبرامجه فلا أحسب أنه من الأخلاق أن يكون هذا مسلكه.. فالمواقف مواقف لا تتغير بتغير المصالح.