رأي
صلاح دندراوي يكتب: قطار المفاوضات.. وقف.. وقف.. وسوقني معاك
نقطة ضوء
قطار المفاوضات.. وقف.. وقف.. وسوقني معاك
بقلم/ صلاح دندراوي
في لعبة الكوتشينة دائما تجد واحد(خرخار) أي كثير الإحتجاج، وعندما يدرك أنه خسران يحتج و(يدكها) لتعاد اللعبة من جديد.
ويبدو هذا حال المتمردين وداعموهم فما أن يجدوا الكفة رجحت للقوات المسلحة إلا وتجدهم يخرخروا ويطالبوا بجلسة مفاوضات جديدة. رغم يقينهم أنها لا جدوى منها لأن طريق الطرفين يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان..
فيا ترى ما هو الجديد في المفاوضات الحالية ومعلوم أن كل بنود الإتفاقات السابقة لم تنفذ ولم يلنتزم بها طرف التمرد، وأقوى دليل ما حدث في الهجوم على نيالا من قوات التمرد في ذات الوقت الذي يجلس فيه ممثلوهم للوصول لإتفاق، فكيف أنت تجلس للتحاور لوقف إطلاق النار في ذات الوقت الذي تهاجم فيه ولاية وتقتل وتهتك، فذلك لا يستقيم.
كما إنه على ماذا يتم الإتفاق، هل سيخرج المتمردون من مساكن المواطنين التي جعلوها مأوي لهم، وهل ستعاد كل المنهوبات ويجبر كل الضرر المادي والمعنوي الذي تعرض له المواطنين، وهل سترمم وتعاد بناء وتعويض الذين فقدوا مساكنهم وتدمرت ديارهم ونهبت شركاتهم ومتاجرهم، وإذا كل هذا تم تعويضه فكيف تعوض الأنفس التي أ زهقت والأرواح التي قتلت مع سبق الإصرار، كيف يتم تعويضها. وهل من حق الحكومة أن تتنازل عن كل تلك الحقوق..؟ وحتى لو تنازلت عن حقها العام- لو كان هناك حق عام- فكيف لها أن تتنازل عن الحق الخاص وهو حق مكفول لصاحب الفقيد، يعفي أو يطالب به فهَو مخير حينها.
فلا أحسب أن يكون هناك إتفاق دون إلتفات لحق المواطن (الخاص) الذي قتل وشرد ووسلبت ممتلكاته وأغتصبت حرائره، فهو صاحب الحق الأول، وإن كانت هناك مفاوضات فهو أولى بأن يكون على رأس المشاركين فيها، لذا إن كان القائمون على أمر المفاوضات(جادين) فيجب أن يلتفتوا لهذا الجانب، وإن كان قطار المفاوضات قد تحرك فحري بنا أن ننادي عليه نحن المتضررون وقف.. وقف وسوقنا معاك..