سياسة
الاستهداف وصناعة الرعب ضد الوطن وكامل مكوناته!!
الخرطوم: سودان بور
يرى كثيرون ان هنالك استهداف كامل للوطن بغض النظر عما يجري فيه من صراع سياسي وفرقاء متشاكسين بحيث هم ليسوا سوى تجلي لهذا الاستهداف الذي لايستثني احدا لامكون مدني او مكون عسكري! الكل امامه سواء! وان الاستهداف لا يتم بصورة واحدة وانما هنالك العديد من الصور والاساليب والاشكال التي يتخذها؛ وعلي الرغم من تباين صوره واشكاله واساليبه الا انه في نهاية المطاف يتغيا غاية واحدة وهي توظيف جميع هذه الصور والاساليب والاشكال علي اختلافها لاستهداف البلاد في وحدتها وتماسكها والابقاء عليها ضعيفة مشلولة القدرات! من اجل التمكن من ضخ مواردها وخيراتها لمصالح واجندة القوى التي تصنع هذا المخطط الذي يستهدفنا جميعا حجرا وشجرا وبشرا!؟
في هذا السياق كما يرى المراقبون يأتي مااشيع من القرار المزور عن مجلس السيادة المتعلق بضرورة اخراج قوات الحركات المسلحة خارج العاصمة مقارنة بالتوقيت الحساس لهذه الاشاعة! خاصة بعد استشهاد ثمانية من الثوار وجرح العشرات في مواكب السابع عشر من الشهر الجاري؛ بحيث يقود تلقائيا؛ للايحاء بان حركات الكفاح المسلح لها ايدي في قمع الحراك الثوري للشارع! او بعض عناصرها تقف من خلف ذلك! وذلك لعمري احدى الصور المتعددة والخطيرة لنوع الاستهداف الموجه ضد البلاد وتوظيف مختلف المعطيات دون نظر لفريق دون آخر وانما بقصد نسف كامل البلاد ومشروعها الثوري النهضوي الذي تسعى له بعد ثورة ديسمبر المجيدة! وذلك مايسعى له الذي يستهدف البلاد عامة دون ان تهمه خلافاتنا الصغيرة او مسمياتنا بتبايناتها المختلفة!
مجرد فرصة يسعى لتوظيفها لمزيد من صب الزيت في الحريق المشتعل اصلا في الساحة السياسية بالبلاد! لذلك لابد من التحلي بالوعي واليقظة والحذر التام! والتساؤل بخشية علي الوطن لمصلحة من؟ وماهي الاجندة التي ترمي للوقيعة بين الشارع وحركات الكفاح المسلح؟ ونسف اتفاق السلام؟ وتزريق مشاعر الكراهية بين مكونات المجتمع؟ خاصة بعد تصاعد خطاب الكراهية تجاه بعض هذه الحركات! بعد انحياز غالبها لقرارات الخامس والعشرين وعدم تسمية ماتم انقلاب او حتي عدم مقاطعتها المشاركة في السلطة! بحيث وضعها ذلك مع احد الاطراف المتصارعة! ضد الطرف الآخر المقصي من السلطة بعد القرارات! وذلك خلاف سياسي طبيعي مهما وصفنا ماحدث في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي!! ويبقي السؤال هو من الذي يريد اخراجه من سياقه السياسي الي تعميق شقة الخلاف مابين
حركات الكفاح والشارع الذي ينحاز للطرف الآخر او يعمل ضد كل الاطراف مجتمعة! بحيث لايهم لدى الفاعل الحقيقي مَن ضد مَن! بقدر ما يهمه أثر ذلك وانعكاسه علي علاقات هذه المكونات وابقائها في حالة العداء الدائم دون اي بارقة امل بالتوافق والالتقاء!
ولا بد لنا جميعا كسودانيين ان نتذكر دون ان يغفل ذلك من بالنا ان حركات الكفاح المسلح الموقعة علي اتفاق جوبا هي صاحبة مصلحة حقيقية في الثورة وقاتلت النظام البائد عشرات السنين واضعفت قوته حتي بات ممكنا هزيمته بثورة ديسمبر الظافرة! واصبح ممكنا بالنسبة لها ولبقية السودانيين ان تنجز اتفاقا سياسيا ينهي سنوات الحروب والنزاعات المتطاولة! ولايجب ان ننسى ان السلام وان كان منقوصا يظل اختراقا ايجابيا وخطوة لتعافي الوطن وتطويره وتنميته لان ذلك لايمكن ان يتم دون سلام!؟ اذن من يحاول نسف اتفاق جوبا ويرجع البلاد الي مربع الحرب الدامي! ويضرب الجميع بعضه ببعض؟ ومن الذي يسعى لاستخدام الوسائل القذرة بهذا الشكل في الصراع السياسي بالبلاد؟ او المزايدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد! فالجميع في الوطن سواء ولايملك احد صكا بالوطنية اوجهة ما دون الاخرين! ومن صاغ البيان يهدف الي اثارة الكراهية تجاه حركات الكفاح المسلح؛ دون ان يعلم ان الجبهة الثورية تحالف عريض لاتملك كل مكوناته جيوش! وان الترتيبات الامنية خاصة بمنطقتي دارفور والنيل الازرق فقط! وليس لديها جيوش داخل العاصمة سوى الحراسات المسموح بها والتي ظلت مثار اشاعات متعددة واساطير منسوجة بعناية لتخويف وارعاب بعض فئات المجتمع والوقيعة بينها وبين بعضها البعض؟!