سياسة

السودان: الشارع بلا قيادة… قحت تعترف

تقرير: سودان بور
أرجع الناطق الرسمي بإسم حزب المؤتمر السوداني نور الدين بابكر عدم نجاح إعتصام القصر خلال موكب 19 ديسمبر إلى عدم وجود القيادة الميدانية. وأقر نور الدين بأن القوى المدنية ليست بخير نظراً للإنقسامات فيما بينها، وشدد بابكر في تصريح لصحيفة (الجريدة) على ضرورة وجود معالجات سريعة والعمل مع كافة القوى السياسية ولجان المقاومة، وقال إن فكرة الاعتصام لم يتم التخطيط لها مسبقاً لذلك لم تكن هناك استجابة كبيرة من الثوار .
من جانبه قال رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، إن أعداداً كبيرة وصلت إلى محيط القصر الجمهوري في الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر، لكن ليس لهم منصة ولا خطاب، وأضاف متسائلاً: (طلعتو لشنو)؟. وأضاف برمة، في تصريح لصحيفة (السوداني): (كان يجب أن يكون لدى الثوار خطاب فيه مطالبهم للجهات المسؤولة، ومنصة ليتحدثوا منها). وعده دليلاً على أن العمل فيه نوع من (الهرجلة)، ودليل على أنهم ليس على قلب رجل واحد أو امرأة واحدة. وتابع: (هذه من سلبيات تظاهرات 19 ديسمبر، ولابد من معالجتها).
وشدد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبو هاجة، على أنّ النبرة الخلافية والعدائية الصارخة ستقود إلى إعاقة التحوّل الديمقراطي السلس. وقال أبو هاجة في تصريح صحفي إنّ تظاهرات 19 ديسمبر رفعت شعارات مختلفة مما يؤكّد اختلاف الأجندة والرؤى. وقال أبوهاجة: (من الأفضل والأفيد للقوى المختلفة أنّ توّحد برامجها وإستراتيجيتها لإنجاح الفترة الإنتقالية وتحقيق التحوّل الديمقراطي). وقطع أبو هاجة بأنّ القوات المسلّحة والقوات الأمنية لم ولن تفرط في أمن البلاد القومي، لجهة أنّ هناك جهات كثيرة حلمها أنّ ترى السودان ممزقًا ليس إلى دويلات وإنما ممسوح من الخارطة. وأضاف: (القوات المسلحة دائماً منحازة لخيار الشعب وتطلّعاته نحو الديمقراطية عبر انتخاباتٍ حرّةٍ ونزيهةٍ وستحمي هذا الخيار. ومن الضروري أنّ يسعى الجميع للحفاظ على المصالح العليا بعيداً عن هوى النفس والمصالح الحزبية الضيقة).
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن هذه التصريحات التي صدرت من قيادات رفيعة تؤكد بأن قوى إعلان الحرية والتغيير لا خطة واضحة لها وأنها تدفع بالشباب للشارع لأجل العودة للمناصب وكراسي الحكم. وأضاف الخبراء أن إرتباك قحت يظهر في كثافة التصريحات المتباينة لعدد من قياداتها مما يؤكد عمق الخلافات بينهم وسعي كل حزب لكسب الشارع بشتى السبل. وحذر الخبراء من ظهور مجموعات مثل (غاضبون وملوك الإشتباك) الذين إتخذوا مسار العنف وهذا لا يقود إلا إلى المزيد من الفوضى. وتساءل الخبراء إن كان لابد من التحشيد وإظهار القوى فلماذا لا يذهبون بهذه الجماهير العريضة لصناديق الإنتخابات .. لماذا تخشى قحت هذه الخطوة؟

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق