إقتصاد
قفزة هائلة في العلاقات التجارية بين الخرطوم وموسكو
الخرطوم: سودان بور
أكد سفير السودان لدى روسيا، حسن محمد الغزالي، إن البنكين المركزيين في السودان وروسيا يجريان محادثات حول إمكانية إستخدام العملات الوطنية في التبادلات التجارية بين البلدين. وقال الغزالي، لوكالة سبوتنيك، إن روسيا اقترحت على السودان إستخدام نظام المعاملات المالية حيث سنستخدم العملات الوطنية. وأضاف: (تتم مناقشة هذه المسألة من قبل البنوك المركزية في كلا البلدين، وسنرى ما إذا كان ذلك ممكناً. هذه مسألة فنية إلى حد كبير). وتابع السفير السوداني في موسكو، أن البنوك المركزية ستدرس هذه القضية، وترى كيف تعمل بالفعل، وفي المستقبل القريب سنرى النتيجة.
وأكد السفير الغزالي بأن الخرطوم تسعى لإعادة تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين السودان وروسيا. وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهل حركة الأفراد والتجارة وتؤثر إيجابياً في العلاقات الثنائية. وقال السفير في حديث آخر لوكالة (نوفوستي): (خلال الحقبة الماضية، كانت هناك رحلات مباشرة، وكانت شركة إيروفلوت تسير الرحلات إلى السودان، كما إستخدمت مطار الخرطوم كمركز لتشغيل الرحلات إلى وجهات أخرى، ونأمل في مراجعة هذا الموضوع، وفي أن تتم العودة إلى الرحلات المباشرة بين روسيا والسودان)، مضيفاً أن هذه المسألة لم تناقش بعد مع الجانب الروسي.
وخلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخرطوم في فبراير الماضي إتفق السودان وروسيا على ضرورة تكثيف أوجه التعاون في مختلف المجالات، وإنفاذ برامج التعاون الثنائي وفق مخرجات اللجنة الوزارية المشتركة التي إنعقدت في موسكو عام 2022، بجانب، سبل زيادة ميزان التبادل التجاري والإستثمارات الروسية، خاصة في مجال البنية التحتية، والتعاون مع روسيا في توليد الطاقة في الخزانات القائمة، إضافة إلى مجالات الجيولوجيا والتعدين والنفط. وأكد لافروف خلال الزيارة على أهمية توسيع قاعدة التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية، والإقتصادية، والتجارية بين موسكو والخرطوم.
من جانبه أكد الباحث والمهتم بالشؤون الدولية الشيخ عمر أن مثل هذه الخطوات والإتفاقات، تسهم بشكل كبير في إستقرار الأوضاع الإقتصادية في السودان، وتحقق المصلحة العليا للبلاد والمواطن السوداني. وثمن الشيخ العلاقات المتميزة بين الخرطوم وموسكو طوال العقود الماضية، مشيراً إلى مساندة روسيا للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، وآخرها إمتناع موسكو عن التصويت لتمديد العقوبات المفروضة من قبل مجلس الأمن على السودان.
وقال الباحث الشيخ أن روسيا ساهمت في تحقيق قدر كبير من الإستقرار للإقتصاد السوداني خلال سنوات الحصار الأمريكي، بتوفيرها لقطع الغيار، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتسليح القوات المسلحة السودانية، وتفعيل الإتفاقات التجارية والأمنية. وأشار عمر إلى الفائدة القصوى التي ستجنيها الأسواق السودانية بعد نجاح المحادثات الأخيرة، خاصة وأن روسيا تعتبر من أقوى الدول في العالم ويتمتع إقتصادها بقوة هائلة ظهرت خلال العملية العسكرية الأخيرة في أوكرانيا، وتداعياتها على كل دول العالم.