سياسة
السودان: الغرب وترويض الحكومة الجديدة!
الخرطوم: سودان بور
علق عدد من المراقبين علي التصريحات التي اطلقتها أميركا والاتحاد الأوروبي ضمن تعليقها علي المشهد السياسي بالبلاد بعد استقالة رئيس مجلس الوزراء الانتقالي عبدالله حمدوك واشاروا الي حدة اللهجة التي رافقتها علي غير العادة في مثل هذه المناسبات التي تتطلب خطابا دبلوماسيا بعيدا عن لهجة التهديد والوعيد التي اتسمت بها ردود الافعال الغربية تجاه ما حدث من تغيير! ولهجة الامر الواضحة فيها بحيث حملت الانباء تصريح امريكا والاتحاد الاوروبي الذي قال: (نطالب الجيش السوداني بعدم تسمية رئيس وزراء بشكل أحادي!)
ولم تتخلف ايضا مجموعة دول “الترويكا” عن مارثون الوعيد بتصريحها : (إنها لن تؤيد تعيين رئيس وزراء في السودان بدون مشاركة مختلف أطياف المجتمع المدني!) كل ذلك ياتي مؤخرا بعد استقالة حمدوك التي تؤكد وصول البلد قمة سفور الازمة السياسية واستحكامها! وكأنها فاجأتهم بغتة دون توقع! ولم يكونوا شهودا عليها؛ هذا ان لم يكونوا احد اسبابها ومفجريها! لانه لايمكن لتبريرات “جيفري فليتمان” الفطيرة ان تقنع احدا ببراءة امريكا عما حدث بعد لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عشية قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي! فضلا عما تملكه من ادوات استخبارية وما تتمتع به مع دول الغرب من نفوذ يمسك بمفاصل القرار في حكومة الفترة الانتقالية
بحيث لا يمكن ان يقتنع احد ما بان ماتم كان بعيدا عن ارادتها!؟
لكل ذلك يتسائل الكثيرون عما اذا كان ذلك نتاجا لبداية فصل اخر
من الغرب لمسلسل جديد من الابتزاز! وربما يعارض البعض هذا التوصيف لان اي ضغط الان من قبل الغرب وامريكا يصب في المصلحة الآنية وضد الانقلاب! الا ان حقيقة الامر ان الغرب كان ومايزال يمارس ابتزازا وتهديدا للبلاد وعينه علي ماتتمتع به البلاد من موارد يعي لضخها لا لمصلحة شعوبها ولكن لمنفعته ومصلحته العليا بعيدا عن معاناة مواطنينا في البلاد! ولا يجب الانخداع بما ينادي به من شعارات مع الديموقراطية وما بثني به علينا نتيجة ماقمنا به من ثورة الهمت شعوب العالم! بحيث يكفي نظرة واحدة لتحالفات الغرب مع دول المنطقة لتعرف ان المصالح لديه اهم من هذه الشعارات التي يستخدمها مخلب قط للتدخل في الشؤون الخاصة بالدول المعنية من اجل منافعه الذاتية!
لكل ذلك واهم جدا من يعول علي الضغوط الغربية من أجل معالجات الازمة الداخلية والتي ربما تزيد من اشعالها وصب الزيت علي لهيبها وياتي ذلك كله في اطار مزيد من الابتزاز للدولة الهشة وقياداتها المتحكمة ايا كان نوعها وفي ذات الاطار ينبغي فهم “سامانثا باور” مديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية :(بضرورة حماية السودانيين الذين يمارسون حريتهم في التعبير وحقهم في الاحتجاج السلمي من المزيد من الأذى) وغيره من التهديد بالمحاكمات وخلافه مما يعتبر عادة احد ادوات الابتزاز الامريكي في السيطرة علي الدول ورموزها الفاعلة! خاصة وان الجميع كان شاهدا علي التدهور الذي ينعيه الان في المسار الديموقراطي للبلاد بل ان البعثة الاممية الخاصة بدعم ومساندة الانتقال والتي يعتبر ذلك مهمتها الوحيدة في البلاد لم تحرك ساكنا وتركت الامور تمضي دون تفعل شيئا سوى المراقبة الهادئة لما يجري من امور وانتظارها سقوط الثمرة!؟