سياسة
أمريكا على خط الأزمة السودانية!
الخرطوم: سودان بور
دخلت امريكا هذه المرة بصورة مباشرة واكثر سفورا من ذي قبل علي خط الازمة السياسية بالبلاد بحيث كانت فيما قبل تصدر التصريحات السياسية سواء من المتحدث الرسمي او وزير الخارجية او سفارتها بالخرطوم او اي جهة ذات صلة بالشأن الخارجي كالمبعوث الدولي الخاص بالمنطقة مثلا الا انها هذه المرة تولت الامر بيدها منذ مناقشة مجلس الامن للازمة السودانية ولم تكتف بالتهديد او سن قوانين خاصة بمعاقبة القيادات السودانية التي تعطل مسار الانتقال كما كانت تفعل وتهدد عادة وانما رمت بكامل ثقلها هذه المرة خلف مبادرة الامم المتحدة التي اعلن عنها ممثل الأمين العام للامم المتحدة بالسودان رئيس البعثة الاممية الخاصة بمساعدة الانتقال “بيرتس فولكر”! هذا ان لم تكن وصفتها منذ البداية! اذا علمنا انها اول الدول التي اعلنت تأييدها للمبادرة!؟
وبحسب ك”سودان برس” كشف موقع “أيه بي سي” الأمريكي عن قمة دولية بقيادة الولايات المتحدة لأصدقاء السودان تُعقد بالعاصمة السعودية الرياض لحشد الدعم لمبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في السودان.
وقال الموقع إن المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي “ديفيد سانفيلد” ومساعدة وزير الخارجية “مولي في” سيتوجهان إلى العاصمة السعودية الرياض في السابع عشر من الشهر الجاري لعقد قمة مع أصدقاء السودان! لحشد الدعم الدولي لمبادرة “فولكر”!
وتساءل عدد من المراقبين حول نوايا امريكا الحقيقية من التحشيد الدولي الذي تعمل عليه هل تسعي الي وضع القوي الوطنية امام الامر الواقع والزامها بقبول الوساطة؟ خاصة بعد ردود الافعال الرافضة والمشككة التي واجهت بها بعض القوى الوطنية المبادرة الاممية! خاصة حول المفهوم المبهم لاهل المصلحة الحقيقيين! من هم ومن المقصود بهم؟ وكيف يتم اختيارهم؟ هل تسعي امريكا ومن شايعها اختيارهم بمعرفتها؟ فتعمد الي اختيار مجاميع الاقليات وحقوق المراة ومنظمات المجتمع المدني الممولة من قبلها وكافة فيالقها من المعارضة التي ثيت انها كانت تمثل طلايع حربها ضد النظام السابق ومخالبها التي قاتلت بها من اجل مصالحها في المنطقة؟ وفرضهم في مائدتها المستديرة للحوار حول القضية السودانية؟ هل
ما فشل فيه عملاء الغرب صراحة طوال ثلاثة اعوام بعد الثورة؛ تسعى الآن امريكا الي تطبيقه عبر “فولكر” مسنودا بقرار انشاء البعثة وقرارات مجلس الامن ومن خلفه الآن ترمي بكل ثقلها الولايات المتحدة!
هل حان الوقت فيما يبدو لامريكا والبعثة الاممية انتزاع القرار الوطني وترتيب السودان وفق مخططاتهم كما يريدون؟ بعد ان يئسوا من المكون الوطني بالبلاد خاصة وهي تنظر الي تصاعد الشارع وحراكه الثوري الذي يتزايد كل يوم ويعمل علي حماية الثورة ومكتسباتها ويمكن ان يقود الي نسف كامل مخططاتها بالبلاد!؟.