سياسة
ملوك الإشتباك وغاضبون .. هل هو نهاية أسطورة (السلمية)
الخرطوم: سودان بور
شهدت التظاهرات الأخيرة التي دعت لها لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين وعدد من التنسيقيات والواجهات أحداث عنف وقتل أنهت بها أسطورة السلمية التي ظلوا يتحدثون عنها طوال الفترة الماضية. وحملت مواكب 13 يناير النبأ الصادم بإستشهاد العميد شرطة علي بريمة الذي هز جميع الأوساط وأثبت عمليا أن داخل التظاهرات كوادر عنف مدربة على القتل والإستهداف وإثارة الشغب.
وأكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدى تقديمه لواجب العزاء في وفاة العميد شرطة علي بريمة وجود فئات تتاجر بالوطن والأرواح والدماء. مؤكداً قدرة القوات النظامية على التصدي لكل من يعبث بأمن السودان.
من جانبه قال مدير دائرة الإعلام بالشرطة العميد حسن التجاني، بأن الشهيد العميد علي بريمة تعرض لهجمة شرسة أثناء وجودة بمنطقة التأمين جوار معمل إستاك بالخرطوم من مجموعة متفلتة. وقال حسن ان الشهيد تلقى طعنات غادرة عندما كان يسعف أحد الجنود المصابين من قواته، ووصف العملية بأنها جريمة بشعة ومخطط لها من قبل محترفين.
وعقب تزايد حالات العنف في التظاهرات ضد القوات النظامية، أضطر الحزب الشيوعي السوداني للتبرؤ من تنظيمات يطلق عليها أسماء مثل ملوك الإشتباك وغاضبون الذين ظهروا بكثافة في الإحتجاجات المتصاعدة منذ 25 أكتوبر الماضي وأشارت أصابع الإتهام لهم في حوادث حرق أقسام الشرطة وسياراتها والإعتداء على منسوبيها. وقال عضو اللجنة المركزية للحزب صدقي كبلو إن حزبه يرى أن التطرف والجنوح نحو العنف خطر على الثورة. وأضاف الذين يحرقون أقسام الشرطة ويقتلون أفرادها ليسوا بثوار. فالثوار يلتزمون بالسلمية وينبذون العنف.
وأستنكر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن على صفحته بالفيسبوك صمت المجتمع الدولي عن أحداث العنف التي ينتهجها المتظاهرين وتسارعهم نحو إدانة المكون العسكري بصورة تكشف بوضوح إنحياز المجتمع الدولي لطرف دون الآخر.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن محاولة تنصل الحرية والتغيير والحزب الشيوعي من تنظيمات العنف يجئ بعد أن تم إستخدامهم لأجندة معينة وعندما نفذوا الخطة تم لفظهم بكل سهولة ليحافظوا على كذبة السلمية ويرموا العنف على هذه التنظيمات لتواجه مصيرها منفردة.
وقال الخبراء أن الخطة كانت واضحة منذ البداية في إستخدام الشباب وقودا لأجل العودة للكراسي والمناصب عبر شعارات براقة لا وجود لها على أرض الواقع. مؤكدين أن التاريخ يشهد لأحزاب بعينها إستخدام مثل هذه الأساليب كثيرا لأجل أجندة مشبوهة.
ودعا الخبراء الشباب ولجان المقاومة وقادة هذه التنظيمات الإنتباه جيدا لعواقب المصير المجهول الذي تدفعهم نحوه قيادات تلك الأحزاب. وأكدوا أن في الوطن متسع للجميع بعيدا عن خطاب الكراهية والتخوين. مشيرين إلى أن ثورة الوعي والعمل من أجل الوطن هي الماعون الحقيقي لإستيعاب طاقات هؤلاء الشباب بعيدا عن المواجهات والتخريب وإستعداء الآخرين.