تحقيقات وحوارات

المليونيات والمسيرات القاتلة هل الى خروج من سبيل؟

المليونيات والمسيرات القاتلة هل الى خروج من سبيل
تقرير : خالد فضل السيد
مازالت أصداء مقتل العميد شرطة علي بريمة حماد تتصدر المشهد السياسي والوسائل الإعلامية المختلفة وقد وجد هذا العمل شجبا واستنكارا من المجتمع والدولة وكل القوات النظامية الاخري الأمر الذي أدى الي تغير النظرة لهذه المظاهرات والمسيرات المليونية بعد خروجها من السلمية الي استخدام العنف .
في ذات السياق دعا جهاز المخابرات العامة كافة المواطنيين الالتزام بالتعبير السلمي وفق ماكفله الدستور والقانون وتفويت الفرصة علي المخربين والخارجين عن القانون فيما أشار المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبو هاجة أن استهداف القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري هو استهداف للأمن الوطني ووحدة السودان ولايمكن السماح باستمرار الفوضي التي تريد تمزيق البلاد مبينا أن المخربين الحقيقيين هم الذين يعملون علي عدم الاستقرار وتاجيج الفتن وتصوير القوات المسلحة والمنظمة الأمنية بهتانا وبأنها عدو للشعب وأبان أن مايحدث الآن من قتل داخل هذه المظاهرات هو خروج عن السلمية ومن يقومون بعمليات القتل ليسوا من طالبي السلمية أو الحرية وإنما مدفعون دفعا لحريق وتمزيق البلد وأضاف أن الأغلبية الصامتة هي التي تقف خلف القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري وتساندها من أجل حماية البلاد .
من جهته أكد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن كافة مستويات القوات المسلحة ماضون في سبيل حماية الوطن والمواطنين ومكتسبات الأمة وتعهد
البرهان عند تقديم واجب العذاء لأسرة الشهيد العميد شرطة علي بريمة بتقديم ومحاسبة كل من تسبب في مقتله للعدالة الناجزة مشيرا إلي أن هنالك الكثيرين ممن يتاجرون بالوطن والأرواح والدماء متجاوزين عن كل القيم الإنسانية مؤكدا أن الشهيد سلك درب الحق ونحن ماضون خلفه دون رجعة الي ان تخرج البلاد الي بر الأمان.
في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتوترة عقد مجلس الأمن والدفاع برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اجتماعا بغرض مواجهة هذه التحديات وبموجب ذلك اصدر عددا من القرارات تمثلت في استكمال إجراءات التحري والتحقيق ومحاسبة المتورطين في الأحداث وحسم التفلتات التي تصحاب المواكب وفقا لقانون الطوارئ والقانون الجنائي والإفراج عن المشتبه فيهم الذين لم يثبت إدانتهم بالتورط في أعمال إرهابية والالتزام التام بوقف إطلاق النار وتجديد الدعوة للممانعين بالانضمام الي السلام وفتح المعابر مع جمهورية جنوب السودان وتوجيه قوات الحركات المسلحة بالتجمع خارج الخرطوم والمدن الرئيسية في مناطق التجمع بغرض حصر وإنقاذ الترتيبات الأمنية وامن علي تأسيس قوة خاصة لمكافحة الإرهاب والتهديدات المحتملة كما حث المجلس جموع الشعب السوداني للتحلي بالمسؤولية الجماعية تجاه أمن وسلامة البلاد .
وأشاد المجلس بالدور المتعاظم الذي ظلت تضلع به قوات الشرطة لأستتباب الأمن وتحمل مسؤولياتها دون مشاركة أو مساندة وتضحياتها المستمرة من أجل حفظ الأمن كما أشاد بالحنكة التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية وتحليلها بضبط النفس خلال هذه المواقف ضمانا لحماية المدنيين .
من جانبها وجهت عددا من قوي الحراك الوطني تساندها الادارات الاهلية رسالة دعم ومؤاذرة للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان جاء فيها ( أكرب قاشك ولا ردة عن قرارات 25 أكتوبر ونحن سند للقوات المسلحة ) .
في ذات الصدد كشف مدير عام قوات الشرطة الفريق أول عنان حامد عن القبض على أحد الجناة المتهمين بقتل العميد شرطة علي بريمة وجار البحث عن الأربعة الباقين مؤكدا أن القانون سيأخذ مجراه .
وقد كشفت الشرطة في بيان لها أن العميد علي بريمة حماد لقي مصرعه طعنا بسكين خلال أداء واجبه في حماية مواكب المتظاهرين التي انطلقت بشارع القصر مؤكدة أنها حريصة علي حماية وسلامة الوطن مشددة علي انها علي استعداد لمهر دمائها في سبيل خدمة المواطنين وسلامتهم.
وفي تطور جديد للأحداث أعلنت لجان المقاومة استخدامها تكتيكات جديدة لمواجهة الأجهزة الأمنية والقوات النظامية الاخري تمثلت في الإعلان المفاجيء لخروج المليونيات وبعد الإعلان عنها يتم إلغاؤها في آخر لحظة مما أربك الأجهزة الأمنية التي ظلت تستعد دوما بإغلاق الجسور والطرق ويري المراقبون السياسيون أن التأجيل المفاجيء لهذه المليونيات بعد الإعلان عنها يأتي ضمن تكتيكات جديدة الهدف منها إرهاق الأجهزة الأمنية وإرباكها بعد اتخاذ الترتيبات الإمنية والاستعداد .
فيما أجمع الخبراء السياسيين والمحلليين الآمنين بعد التحليلات الي وجود طرف ثالث استغل الوضع ودخل وسط المتظاهرين والمحتجين لتنفيذ أجندة داخلية وخارجية تؤدي إلي مزيد من العنف بغرض إيصال البلد لمرحلة الانفلات الأمني والفوضى بينما
ذكر آخرون أن المظاهرات التي تخرج ليست مظاهرات تخرج للتعبير عن القضايا الوطنية وان ما يجري يعتبر تامر مخطط له درج علي استخدام هؤلاء الشباب لتنفيذه وهو يعتبر عمل استخباري الغرض منه تفتيت السودان وتفكيك القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري والأجهزة الأمنية لتسهيل عملية الافتراس للبلد البعض شبه أن مايجرى الآن من تأزيم للأوضاع بالذي حدث في سوريا حيث تمت فيه الوقيعة بين المواطنين والأجهزة الأمنية وبذلك تحولت الثورة من سلمية الي مسلحة مما أدخل البلد في دائرة العنف والفوضى.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق