رأي
عذرا … ثم عذرا…ي أسامه عمر الكوباني أنك شهيد و أكرم منا جميعا
عذرا … ثم عذرا…ي اسامه عمر الكوباني انك شهيد و أكرم منا جميعا
بقلم : فيصل عمر احمد الزبير
عذرا اسامه لان البحر معروف عنه منذ الازل غدار بشيل عوامو و لكن هي مشية الله ورادته النافذه و هو قدر مسطر لا فرار منه. الحمد لله الذي اختارك و اصطفاك الي جوارة في اكثر الايام بركة الا هو ظهر يوم الجمعه بعد ان اديت فرض الجمعه قي المسجد و صليت العصر و هو اخر ما فعلت قبل ان ترتقي الي جنات عدن. فيا بشراك وانت ترد علي من يستعجل وصولك الي البحر عبر الهاتف انك تفضل ان تؤدي صلاة العصر اولا لانه ليس هنالك ضمان للوصول اليكم و كانك تعلم ما سيحدث من قدر. الحمد لله انك ذهبت الي ربك راضيا مرضيا و نظيفا طاهرا. رحيلك المر المفاجي و استشهادك كان قاسيا علي جميع من يعرفك و يعرف اهلك بكتك القلوب دما و العيون دموعا لم تنقطع. بكيت عليك اسرتك المكلومه و اهلك و اصدقاؤك في التي و عارفي فضلك في كل المنطقه في المسيد و اللعوته و القرضات و الهبيكه و ام مغد و المحس و كترانج و اخرين . بكي عليك طلاب خلاوي ود عيسي و هل تعلم ي اسامة انهم اهدوا اليك القران مرات و مرات وبكاك اهل الرياضه و الثقافة في كل المنطقه. اننا ي اسامة نعتذر لك بالأنابة عن اهلك في المسيد بان النيل قد غدر بك قبالة مسجد ود عبسي العتيق و ضمك النهر الغدار في جوفه عشر ليالي بالتمام و الكمال انحبست في الانفاس و كادت ان تطلع القلوب من اقفاص. لم نفقد الامل في العثور علي جثمانك الطيب الطاهر و لا حظة واحده و كنا علي بقين بان جوف النهر سيكون بردا و سلاما عليك و ستخرج الينا رحمة بك و رحمة بالمنتظرين و المشفقين عليك من العشيرة و الاهل . اعلم ي اسامة انك كنت محط اهتمامنا ووجمعت اهلك في التي و اهلك المسيد و في كل المنطقة علي صعيد واحد و علي قلب رجل واحد. واصلا ي اسامه عندما تشتكي التي تتالم المسيد وكلما نفرح لفرحكم اننا كالبينيان المرصوص يشد بعضه بعض . ان كل القلوب كانت تدعوا اليك بان يحفظك الله و نات في جوف النهر الغدار و في حفظ المولي و رعايته و كنا علي ثقة بان هذا النهر سيسمح لك بالخروج يوما ما لانك انت اعلي من كل نخلات بلادي و شامخ مثل جبال التاكا. نعتذر اليك انت اولا ي سيد الشهداء و العذر موصول الي الاسره و الي الاهل بالتي قاطبة اذا قصرنا في حقهم ولو للحظة و لم نكن علي قدر التحدي و حسن ظنكم بنا في الوقوف بجانبكم في هذا المصاب الجلل و الكبير. هل تعلم ي سيد الشهداء ان رحلة البحث عنك طيلة تلك الأيام العشرة الصعبه كانت قاسيه ومؤلمه و كانت ملحمة بحق اجتماعية و انسانية و دينية لن تتسي امد الدهر لانك تستحق ذلك و لانك كريم ابن اكارم ز لان الاهل بالتي يستحقون ذلك و اكثر. ان الذي يربط بين الاهل و العشيرة في التي و المسيد هو الرحم و العشرة و الصداقات الازلية و الاسر الممتده و علاقات النسب و الجيرة. انكم نعم الجيران و نعم الاهل . كما قلت ان رحلة البحث عنك كانت طويله و قاسية علينا و الدموع تملا أعيننا و تكاد قلوبنا ان تتمزق و ان تخرج من صدورنا مع ارتفاع كل موجه و انحسارها لعل البحر ان يخرج من صمته المطبق ويجود علينا بتلك الجوهرة بل تلك الياقوتة التي يحضنها في جوفه اكراما لأهلك و لأصدقاءك و لمحبيك و لعشيرتك و الينا نحن الذين لا نقل حزنا منهم. كنت لا استطيع النظر الي اعين الاخ محمد عمر و لا الاستاذ متوكل و لا الاستاذ عبد الرحمن عوض الجيد و لا اخوك عبد العظيم و لا لكل المنتظرين و نحن نودعهم بعد مغيب كل شمس و نستقبلهم مع طلوع كل فجر. الكل كان يترك قلبه هناك علي الشاطي و يذهب جسدا بلا روح و نواصل الدعوات طوال الليل ان يمن الله علينا بالعثور علي جثمانك الطاهر. الكل كان بتابع اخبار البحر في التي و المسيد ومن خارج البلاد عبر التلفونات ووسايل التواصل الكل يسال هل من جديد هل من خبر هل من امل في العثور علي جثمان الشهيد اسامه. اما ما قام به أهالك ي اسامه في المسيد من استضافة اهلهم من التي لشي قليل و في نفس الوقت شي طبيعي و هذا تفرضه النخوة و الرجولة و الشهامة السودانيه بالوقوف مع الاهل عند المصايب الكبيرة و عند المحن و كيف نتركهم لوحدهم و ننظر اليكم من بعيد لا و الف لا.هذا طبع كل اهل السودان أينما كانوا بل كنا نشعر احيانا بالتقصير و الخجل و كنا نتواصل عبر التلفونات و نسال عن موقف الاكل و الشاي و الجبنه لكل الحاضرين بالنيل واذا تأخرت الوجبات نكاد ان تصرح هيا ي شباب هبوا البنا اين انتم هل اصابكم الملل لا تخذلونا ي شباب ارجوكم يجب ان تتواصل الملحمة حتي نهاية المطاف و لو استمر البحث شهور و شهور واذا بالشباب يطلبون منا الصبر و ان كل شي جاهز و كل شي مرتب له و لن نخذلكم وقد كان و الحمد لله . و كان هذا لزام علينا وواجب اخلاقي و ديني علينا دعك من العلاقات الاخري التي تربطنا بالاهل بالتي. و يزداد حزننا مع مطلع كل شمس و مغيبها و الجثمان لا يطهر فيها و نعود الي المنازل و كل الاهل في المسيد و التي يسال هل من جديد هل من خبر هل من امل. و تواصلت الدعوات و كادت ان نصل الارواح الي الحلقوم و لكن لا ياس مع الامل و مع دعوات الصالحين و تسبيح المسيحين من أولياء الله الصالحين. بفضل الله الواحد الاحد و بفضل كل هذه الدعوات و التسبيح طفي ي اسامة جثمانك الطاهر في يومك العاشر صباح الأحد المبارك و هلل الكل و فرح الكل رغم مرارة الرحيل و رغم الحزن ورغم الالم و الموقف الا ان ظهور الجثمان كان هو الهدف و كان هو العشم و كان هو المراد حتي تقر اعين والديه و اخوته و زوجته و اهله و اصدقاءه و جرت الدموع شلالات هي مزيج بين الحزن للفراق و الفرح بالعثور علي الجثمان الطاهر . في تلك اللحظات خرج اهلك في المسيد ي اسامه زرافات ووحدانا شيبا و شبابا و اطفالا و نساءا و رفعوا ليك التمام انت و القوات عليك نظرة الوداع الاخيره و دعوا اليك بان تكون الجنة مثواك الاخير . و كان تشييعك ي اسامة خير استفتاء لك و لمكانتك بين الاهل و الأصدقاء. حيث شهد التشييعك الالف رغم موجة البرد القاسيه الا ان حرارة الفقد كانت اشد و كان هنالك طوفان بشري الكل يعزي اخاه فيك و الكل يتبادل التهاني بالعثور عليك . فلقد شهد لك الكل بطيب المعشر و حسن الخلق و الكرم و الشهامة و المروءة انك كنت نعم الفتي و نعم الرجل البار بوالديه و باهله و باصدقاءه الذين فجعوا برحيلك المر المفاجي و لكن هي ارادة الله ولا راد لارادته شي هل تعلم ي اسامة من الذي ام الجموع الغفيره التي شيتعتك. و من الذي خاطب الناس بعد انتهاء مراسم التشييع الضخمه انه ابوك ي اسمه الاستاذ و مربي الاجيال الشيخ عمر ابراهيم كوبان و انت فلذة كبده واسطة العقد في أبناءه و لكنه وقف كالطود الشامخ و كالجبل الاشم صابرا محتسبا فخورا بك و عدد ماثرك و محاسن اخلاقك و لم يترك شي كما تحدث آخرون عنك معددبن حسن اخلاقك و طيبة معشرك رغم الدموع و الاهات التي طفت علي الموقف بل ي اسامه جعلت الكل يغبطك و الكل يتمني ان بكون مكانك ليحظوا بهذا التشييع الخرافي و لكن هيهات فلكل احل كتاب ي اسامه. فالحمد لله من بعد و من قبل علي هذا الاصطفاء و نساله جلت قدرته ان يكرم نزلك و ينزلك مع الشهداء و الصادقين الصابرين و الصالحين و حسن اؤليك رفيقا و ان يلهم اهلك الصبر و حسن العزاء و انا لله و انا اليه راجعون
فيصل عمر احمد الزبير
بالانابة عن الاهل و العشيره بمسيد ود عيسي
٢٢/1/2022