سياسة
خطاب النائب الأول.. رسائل للداخل والخارج وتوضيحات حول “اليونيتامس”
خطاب النائب الأول.. رسائل للداخل والخارج وتوضيحات حول “اليونيتامس ”
الخرطوم: سودان بور
دعا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الإدارات الأهلية بالسودان إلى ضرورة دعم ومساندة التوافق الوطني بالبلاد مشدداً على أهمية حياديتها وعدم انحيازها لأي طرف لتكون مؤهلة لمواجهة من يقفون ضد إرادة الشعب السوداني ورغبته في الوفاق.
وأكد خلال لقائه السبت قيادات الإدارات الأهلية أن الوضع الذي تعيشه البلاد يضعها على مفترق طرق تكون أو لا تكون بسبب انتشار الفتن وتنامي خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية مشيراً إلى أن البعض ظل يثير الأحقاد بين السودانيين من أجل تحقيق مفاهيم وأجندة خاصة دون مراعاة استقرار البلاد وسلامتها.
ضرورة التوافق
وشدد دقلو على ضرورة توافق الأحزاب السياسية على رؤية موحدة تحقق مصلحة البلاد وأضاف أن أي انتخابات لا يمكن أن تجرى بدون الأحزاب السياسية وتأسف على التراجع الكبير الذي أصاب البلاد بسبب الخلافات منوهاً إلى أن توافق السودانيين من شأنه إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي.
وأشار نائب رئيس مجلس السيادة إلى أهمية قيام الإدارة الأهلية بواجبها التاريخي بالتواصل مع جميع المكونات السياسية والاجتماعية لإقناعها بالسير في اتجاه الوفاق الوطني، وأكد أن الجميع سيواجهون من يرفض الوفاق ويعملون على تعريته أمام الشعب، مشيراً إلى أن الحل الحاسم لأزمة السودان لا يتم إلا عبر صناديق الإنتخابات.
وقال”إننا لا نرغب في الوصول إلى صناديق الاقتراع”، وأن هناك من يقف في خانة الرفض لجميع الأطروحات التي تحقق استقرار البلاد مؤكداً أن هؤلاء سيواجهون برفض جميع السودانيين، ونوه إلى حرصهم على مشاركة كل طرف حسب إمكانياته وحجمه الحقيقي دون التسلط على الناس، ودعا الإدارة الأهلية إلى الاهتمام بحل المشاكل القبلية في بعض الولايات خاصة شمال وغرب دارفور، التي قال إنها أخذت منحى سلبياً بتنامي النزعات الجهوية والعنصرية بين الأطراف.
دور فولكر ويونتاميس
النائب الأول كشف عن موافقتهم على مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة في السودان، على أن يكون رئيس بعثة “يونيتامس” مسهلاً وليس وسيطاً بين الأطراف، قاطعاً بعدم معاداتهم أو رفضهم للمجتمع الدولي وإنما رفضهم للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
رسائل للداخل والخارج
ويرى خبراء ومراقبون ان خطاب النائب الأول حمل رسائل للداخل والخارج حول رفض التدخل وضرورة التوافق السياسي الوطني وقال الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي ان رسائل النائب الأول مهمة وجاءت في وقتها وأوضحت موقف المجلس السيادي من المبادرة الأممية وذلك بالقبول بها من حيث المبدأ كجهة مسهلة ولكن يبقى الحل في التوافق السياسي الوطني السوداني والحل بيد السودانيين أنفسهم وليس في يد فولكر أو غيره وقال إن هذه النقطة مهمة توضح إطار تحرك البعثة الأممية حتى لا تعبث بالملفات السودانية كيفما تشاء وقال إن تأكيد النائب الأول رفض التدخل الأجنبي رسالة تتجاوز فولكر إلى آخرين من السفراء والمبعوثين الذين يتدخلون في شئون البلاد بصورة سافرة.
رفض التوافق
وقال الخبير السياسي الدكتور شمس الدين الحسن تعليقاً على حديث دقلو برفض بعض القوى السياسية للتوافق مشيراَ إلى أنه هذه الاحزاب لاتريد التوافق لأنها ترفض التوجه نحو الإنتخابات وتريد ان تحكم فترة انتقالية طويلة لتمكن لنفسها وقال الحسن للأسف هذه الاحزاب لايهمها مصير البلاد في ظل التحريض الذي تنتهجه ومترتباته من إحتقان سياسي وفوضى وصراعات تتجاوز الأحزاب للمجتمع وقال إن دور الإدارة الأهلية التي خاطبها النائب الأول مهم للتأثير على المكونات الاجتماعية ومنع الانزلاق.