سياسة

أهل جبل مون بغرب دارفور يواجهون آلة الموت وحدهم

أهل جبل مون بغرب دارفور يواجهون آلة الموت وحدهم
الخرطوم: سودان بور
ظهرت من جديد الصراعات القبلية مجدداً بولاية غرب دارفور بمحلية جبل مون لكنها هذه المرة بصورة عنيفة وكأنّ هناك إنتقاماً من وجود اهل جبل مون في هذه البقعة من أرض السودان .
بدأ الصراع والنزاع في منطقة جبل مون منذ اشهر وكان نزاعاً عادياً كأيّ نزاع ينشب بين المزارعين والرعاة وسرعان ما تطور هذا النزاع إلي حربٍ (شاملة) قضت على الاخضر واليابس والبشر والدوآب حتى صخور سلسلة جبل مون الممتدة لم تسلم من هذا الحريق (الشامل) .
علماً بانّ محلية جبل مون تقع على بُعدِ (80) كيلو متر من الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور شمالاً وتبعد عن محلية (سربا) المجاورة لها بنحوِ (35) كيلو متراً علماً بانّ محلية سربا بها (لواءاً) كاملاً وحامية عسكرية تتبع لقوات الشعب المسلحة و (مكتملة) الاركان قائدها برتبة عظيمة ورفيعة (عميد) أركان حرب وعلى الرغم من ذلك فقد وقعت الصدامات والحروب في محلية جبل مون ادت الى ازهاق ارواح بريئة من النساء والاطفال والشيوخ (الكهلة) .
إنّ الهجمات المتكررة على محلية جبل مون ادت الي استشهاد اكثر من (50) شخصاً بينهم اطفال ونساء وشيوخ كبار سن وجرح العشرات مثلهم وتم فيها حرق اكثر من (20) قرية وتم تهجير ونزوح اكثر من (40) قرية اخرى الي المناطق الاكثر امناً كما انّ هناك عدداً من سكان محلية جبل مون لجؤوا الى دولة تشاد المجاورة بسبب الهجمات المتكررة عليهم .
هذه الهجمات لم تخلّف قتلى فحسب بل قضت النيران كذلك على محصول هذا العام باكمله ويحتاج اهل جبل مون الى الماوى والكساء والغذاء والدواء والوقوف معهم لتضميد جراحاتهم النازفة وما خلفته هذه الهجمات من عوامل نفسية خاصة للنساء والاطفال .
يرى الخبراء بانّ شن هذه الهجمات المتكررة على محلية جبل مون ومناطقها المنتشرة حول المحلية هو اشبه بسياسة حرب
الارض المحروقة
ويشير الخبراء في هذا الصدد بانهُ لا يمكن ان تشن مثل هذه الهجمات ويتم فيها حرق القرى بهذه الكيفية إلاّ ان يكون هناك امراً متعمداً ونية مبيتة لتهجير سكان محلية جبل مون وافراغها من اهلها وتكون المحلية خالية من الحياة و(نواميسها)
ويتسآئل الخبراء وإلاّ ماذا تُفسر مثل هذه الهجمات ولمرات متكررة والمهاجمون يضرمون النيران في القرى والتي هي مشيدة بالمواد المحلية (القش والحطب)
وحسب آخر احصائية لمفوضية الشؤون الانسانية بالجنينة وهي جهة حكومية تقول بانّ عدد القرى المحروقة تجاوز ال(20) قرية تم حرقها بالكامل والقرى المحروقة هي : –
(ام سيالة ؛ عمار جديد ؛ قوز نمو ؛ عرجى ؛ حلة اوين ؛ ثبت *انارة* ؛ هشابا ؛ حجر هوان *قريت* ؛ هجيليجة ؛ بدة ؛ قناكرة شمال ؛ بئر بطحة ؛ دار مرا ؛ فرتي ؛ بابنوسة ؛ عطاش ؛ فالكو ؛ التومات ؛ حراية ؛ بتا ؛ تسناكول)
ويقول الخبراء بانّ ما يجري في محلية جبل مون ينذر بكارثة انسانية حقيقية ان لم يتدارك المسؤولون في حكومة المركز وحكومة الاقليم وعلى راسها حاكم الاقليم مني اركو مناوي والذي تقع على عاتقه مسؤوليات جسيمة وخاصة عندما يتعلق الامر بارواح المواطنيين والمدنيين العزل الذين يتعرضون لمثل هذه الهجمات التي ترقى الي مستوى جرائم ضد الانسانية وضد حقوق الانسان كما تقع على حاكم الاقليم مسؤولية الامن والاستقرار في ظل اتفاقية سلام جوبا والتي حملت مني اركو مناوي حاكماً لاقليم دارفور ومسؤولاً من ايّ روح بشرية تُزهق في الاقليم .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق