رأي
صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: جنيف.. بنتلاقى…!!!
نقطة ضوء
جنيف.. بنتلاقى…!!!
صلاح دندراوي
(شكل) الأولاد الصغار( الشفع) جميل ولطيف وممتع.. والواحد فيهم لما (يتشاكل) مع آخر وما يقدر عليه يقول ليه (بنتلاقى) ، يعني ما الآن ولكن في مرة ثانية، مع أن الزمان والمكان الآن متاحان، ولكن لأنه لم يستطع أن يتقوى عليه ووجد أن المعركة ليست في صالحه وأن الهزيمة تلاحقه، آثر الهروب وتعلل بانه (سيقابله) أي في يوم تاني.
وهذا ما تفعله أمريكا وحلفائها الآن، فبعد أن وجدت أن منبر جدة لا يسير وفق هواهم ولا يحقق مطالبهم ومطالب من يمتطونهم آثروا الهروب من الساحة ولم يكتفوا بذلك بل قالوا (نتلاقى) وها هم الآن يهيئون بحيل جديدة وخطط مكيرة لهذا اللقاء والذي إختاروا لساحته(جنيف).
ولكن سادتهم الأجلاء لم يخبرونا أولا لماذا هم أساسا إنصرفوا عن منبر جدة وهم الذين أنشأوه ورعوه وحشدوا له الأطراف والشهود وخرج بمقررات إرتضها الحكومة السودانية وأمنت عليها، رغم ان السودان لم يكن هو الذي وضعها وإنما توافق عليها كل الحضور بما فيهم الطرف الآخر الذي يمانع باطنيا وظاهريا في تنفيذ تلك المقررات لأنها تلزمه بأن يخلي المنازل والمؤسسات ويبتعد عن المدن ويعود المرنزقة إلى بلادهم فضلا عن نصب المحاكمات لكل من أجرم في حق هذا الشعب والوطن.
ولكن (راعي) العالم عندما وجد أن تلك النتائج لا توافق هواه إبتعد ونأى بجانبه ولم يفتح الله له بأي مبررات تطفئ ظمأ السؤال في لماذا لم تنفذ مقررات جدة، ولماذا لم يمارس(الرعاة) نفوذهم وضغوطهم في إلزام الأطراف بمقررات جدة التي أسفرت عن تلك المفاوضاات التي جرت تحت أنظار العالم،
ولماذا سعت امريكا في إستنباط مبادرة جديدة ومائدة حوار دعت فيها ذات الأطراف بل زادتها بعناصر أغلبها والغ في المصائب التي حاقت بالسودان، فإن قالت أمريكا (بنتقابل) .. فعلى الحكومة أن تستعير الأغنية التي جمعت بين العملاقين وردي وابو شورة والتي يقول مطلعها:
أقابلك في زمن ماشي
وزمن جاي وزمن لسه
وأشوف الماضي فيك باكر
أريت باكر يكون حسه..
فنحن في زمن (حسي) ليه بنفكر في زمن جاي او كما يقول أخوتنا المصريين؛ ( نحن أولاد النهار ده).. والحكومة الآن في يدها أوراق اللعبة والسند في ما جادت به مقررات منبر جدة والتمسك بتلك المخرجات…