رأي

✍️عمر محمد على ترتوري يكتب: يا مرحبتين ب 2023

✍️عمر محمد على ترتوري يكتب
يا مرحبتين ب 2023

عام 2023 يطرق الأبواب ، فإذا ب 2022 مضت وكأنها لم تكن ذلك لقصرها ، وسبحان الله السنين تمضي من أعمارنا، وما يعدنا الشيطان من آمال مزورة إلا غروراً ، فلا عزاء لمن يبطش ويخاصم وينسى حقيقة العمر وتقادم الزمن، ثم يصحو على سنين مرت وقد سرى الضعف في مفاصله، فيتذكر وأنى له الذكرى .
2023 تطل علينا بشيء من الخجل والارتباك، محملة بالكثير من الأحلام والأمنيات والطموحات ، وأول الطموحات حكومة مدنية رشيدة كاملة الدسم لا فيها شق لا فيها طق وأما باقى الطموحات فتأتى تباعا بعون الله .
سنة 2023 تلتقط أنفاسها الأولى في وجه سيل من الأسئلة والدهشة والظنون، وأمام كشف حساب دقيق مزدحم بالأرقام والحكايات والأحداث، وتتسلّم تركة ثقيلة تجرها حقائب 2022 التى قد قررت الرحيل .
حقيقة سنة 2022 كانت متعثرة وصعيبة وملوّنه بالانكسارات وهاهى تلملم صفحاتها الممزوجة بالأحلام والأمنيات والطموحات التي تاهت في سراب الانتظارات والتوقعات تغادرنا بكل حكاياتها وملفاتها وذكرياتها ، تماماً كما لو كانت تبحث عن سدرة منتهاها وواحة خلاصها ، رحلت ونحن ما زلنا نتدافع نحو الدنيا تسوقنا لقمة العيش القاسية ، وياكل القوى منا الضعيف ، نبتـغى بين هذه الخسارة وذاك المكسب المزيد من التفاعل ، هدفنا السعادة والاستظلال بالرضاء عن النفس فى زمن الانفلات الكلى امنى إقتصادى إجتماعى ، كل شى للأسف منفلت ، نتمنى من السنة التى تطرق على أبوابنا الآن وعرفت بنفسها إنها 2023 وسألناها ما هى حاجتك فقالت :
أنتم بحاجة ماسة لسلة مهملات كبيرة بحجم كل تلك الصراعات والمواجهات والتحديات، لتلقوا فيها كل أحزانكم وآلامكم وهمومكم ، ساعتها سأدخل عليكم وحمدى فى بطنى ( بطيخة مقفولة )
سنة 2022 كانت ساخنة ومثيرة سخريات سياسية توالت وأبراج عاجية تهاوت ، أحلامٌ تحققت وأخرى تبددت ، تبدّلُ أحوال و دماء أريقت وجماعات أبيدت ، قوانين استجدّت ، قُتل من قتل واستشهد من استشهد ورقص من رقص على أشلاءهم .. ولكن بالمقابل رغم كل ما حدث سنة 2022 تبقى مميزة بذكرياتنا فقط تعلّمنا أشياء لم نكن نعلمها ، ليس هناك ملك خالد ولا فرح دائم ، والنعم تغيّر أوطانها فترحل عن أناس وتستوطن آخرين لذلك ما علينا إلا التوكل على الله عز وجل و نتطلع إلى القادم الأجمل بكل مفاجآته ونتمناها سنة جديدة بدون حاويات ولا إرتكازات ، بل أمن وأمان وهناء حال وراحة بال وغداً نعود حتماً نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الخالات والأطفال ترقص والصغار
والنخل والصفصاف والسيال زاهر الثمار
وسنابل القمح المنور بالحقول وبالديار

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق