أخبار
الرئيس الأوكراني: سندافع عن أنفسنا ومستعدون للحوار
وكالات: سودان بور
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت استعداد بلاده للحوار والدفاع عن نفسها، وفي حين توعدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس روسيا بعقوبات غير مسبوقة إذا اجتاحت جارتها الغربية، أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) استعداده لتعزيز قواته شرقي أوروبا.
ففي كلمة ألقاها في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، قال زيلينسكي إن قواته ستحمي بلاده مهما كان حجم القوات المهاجمة، وسواء تلقت دعما دوليا أو لا، ووصف اتهامات روسيا لبلاده بسقوط قذائف على مناطق روسية بالاتهام السخيف الذي لا أساس له.
وأكد أن بلاده مستعدة للبحث عن مفتاح تسوية الصراع وفقا لأي طريقة ممكنة، قائلا إن شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- والمناطق المحتلة في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) يجب أن تعود بالطرق السلمية.
وفي هذا الإطار، أشار زيلينسكي إلى أنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختيار طريقة الحوار التي يرغب فيها والشركاء الذين يريدهم ضمن هذا الحوار، وقال إن كييف مستعدة للمحادثات في أي مكان ومع أي طرف.
وفي المقابل، قال الرئيس الأوكراني إنه يجب أن تكون دول الحلف الأطلسي صادقة في إذا ما كانت تريد انضمام أوكرانيا إلى الحلف أم لا، ودعا دول أوروبا إلى وقف سياسة الاسترضاء إزاء روسيا، كما حث الغرب على أن يفرض من الآن العقوبات التي يلوح بها ضد موسكو، معتبرا أنه لن يكون لها جدوى إذا حدث الاجتياح.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال -في وقت سابق اليوم السبت عقب لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في ميونخ- إن واشنطن تقف بحزم إلى جانب أوكرانيا، مضيفا أن كييف مستعدة لأي سيناريو.
هاريس ذكرت أن العقوبات الغربية المحتملة ستستهدف مؤسسات مالية روسية (الأوروبية)
عقوبات غير مسبوقة
وفي كلمة اليوم السبت بمؤتمر ميونخ للأمن، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إن أميركا وحلفاءها سيفرضون عقوبات غير مسبوقة على روسيا إذا غزت أوكرانيا.
وأضافت هاريس “أعددنا إجراءات اقتصادية ستكون سريعة وقاسية ومتماسكة. سنستهدف المؤسسات المالية الروسية والصناعات الرئيسية”.
وتابعت أن مواجهة التصعيد الروسي لن تقتصر على العقوبات الاقتصادية، وتابعت أن حلف الناتو سيعزز الجبهة الشرقية لأوروبا عسكريا، مشيرة إلى أن التعزيزات لن تكون للحرب داخل أوكرانيا، وإنما للدفاع عن الحدود الشرقية لدول الحلف الأطلسي.
كما قالت نائبة الرئيس الأميركي إنه تم تقديم مقترحات واضحة للحوار بشأن الأزمة الأوكرانية.
وخلال المؤتمر نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة وشركاءنا في مجموعة السبع مستعدون لفرض عواقب وخيمة على روسيا إذا اختارت غزو أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن توعد -أمس الجمعة- روسيا بعقوبات قاسية، في حين قال البيت الأبيض إن هذه العقوبات ستجعل روسيا دولة منبوذة، وتحرمها من الوصول إلى النظام المالي الدولي.
جونسون قال إنه لن يتم السماح لروسيا بابتزاز أوروبا (رويترز)
عقوبات جاهزة
وبالتزامن مع ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -خلال مؤتمر ميونخ- إن ما وصفها بالعقوبات الصارمة ضد أفراد وكيانات روسية جاهزة في وجه أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وأضاف جونسون أنه “لن نسمح لروسيا بابتزاز أوروبا أو تهديد أمنها مجددا”، داعيا إلى توفير بدائل للغاز الروسي والاستعداد لكل السيناريوهات.
وقالت رئاسة الوزراء البريطانية إن جونسون أكد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما بميونخ التزام لندن طويل الأمد في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي المستمر.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن السيناريو الأسوأ بالنسبة لأوكرانيا قد يحدث الأسبوع المقبل.
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مداخلتها بالمؤتمر -الذي تغيب عنه روسيا- إن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه في الحلف الأطلسي أعدوا حزمة عقوبات باهظة الثمن إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن لدى الأوربيين خيارات تتيح لهم الحصول على الطاقة من مصادر بديلة.
واعتبرت فون دير لاين أن العالم يواجه محاولة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي بقيادة روسيا والصين.
وفي السياق، اعتبر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أن من السذاجة الاعتقاد بأن تلبية بعض مطالب روسيا ستؤدي إلى السلام في أوروبا.
كما شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على أن التصعيد لا يمكن أن يتوقف إلا من خلال الجهود الدبلوماسية، مشيرا إلى أنه لا يمكن توقع رؤية تقدم في نتائج الجهود الدبلوماسية بين عشية وضحاها.