رأي

مالك طه يكتب: لماذا كان يحارب د.جبريل؟

لماذا كان يحارب د.جبريل؟
مالك محمد طه
من بين قادة الحركات المسلحة في دارفور يبرز د.جبريل إبراهيم الذي يتصدر المشهد الاقتصادي بقسوة وجرأة ربما تفوق طريقته في ادارة المعارك العسكرية.
منذ ان تولى منصب وزير المالية طبق د.جبريل سياسات اقتصادية بالغة القسوة ليس فيها نظرة اشفاق ولا رحمة بالناس.
لم يترك د.جبريل شجر ولا مدر ولا حجر ولا وبر الا اذاقه من كأس الرسوم والاتاوات، وفرض عليه المكوس والضرائب.
وقبل ان يفعل ذلك اعلن تحرير سعر الصرف بصورة كاملة، واتجه إلى قطاع الطاقة -وهو قطاع محرك لعجلة الاقتصاد- فزاد تعرفة الكهرباء والغاز والبنزين والجازولين.
الزيادات التي طبقها د.جبريل على رسوم الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين، والاتاوات التي فرضها على القطاعات التجارية خلال الفترة الوجيزة التي تولى فيها الوزارة لم تحدث على مر التاريخ السياسي للسودان.
لم يحدث في كل تاريخ السودان ان وضع وزير المالية كل أثقال الطاقة والزراعة والمواصلات والتراخيص والدواء ورسوم خدمات المرور والجوازات والعبور والغاز والنفايات على ظهر المواطن المنكوب.

اعرف عن جبريل أنه رجل عملي ومنفتح على الناس وفيه جنوح للموضوعية، ولكن كل ذلك ذرته رياح السياسات الاقتصادية التي يطبقها بلا رحمة ولا هوادة.
لست في وارد مناقشة صحة هذه السياسات من ناحية اقتصادية، لكني عندما أنظر إلى ان عرابها هو د.جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الذي كان يحمل السلاح من أجل تحقيق شعار الحركة، تتملكني الحيرة.
هل كان د.جبريل يقاتل ويحمل السلاح من أجل تطبيق هذه السياسات الاقتصادية القاسية؟.
هل كان يشهر سلاحه في وجه الحكومة لأنها كانت تقدم خبزا رخيصا ودواء مدعوما وخدمات مخفضة؟.
هل أراد جبريل مساواة السودانيين في البؤس، ومضاعفة المعاناة بينهم بالعدل؟.
رغب د.جبريل من حمل السلاح ان يرفع الظلم والمعاناة عن كاهل فئة من الناس، فإذ به يضعها على كاهل الجميع.
الأمر أشبه بما قاله الفيلسوف برتراند راسل عن كارل ماركس(انه في سبيل إسعاد البروليتاريا كان يسعى لتعاسة البرجوازيين).

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق