سياسة
يونيتامس .. رفض شعبي ومبادرة منسية
الخرطوم: سودان بور
أنهت بعثة يونيتامس سلسلة مشاورات إستمرت لخمسة أسابيع حول المبادرة التي طرحتها الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في السودان. وقالت البعثة أنه مع نهاية المرحلة الأولى من المبادرة، ستقوم يونيتامس بنشر وثيقة موجزة تلخص من خلالها أهم مواضع التوافق بين أصحاب المصلحة السودانيين حول المسائل الإشكالية المتعلقة بالإنتقال. ولكنها لم تصدر أية شيئ حتى الآن.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعلن في حوار مع تلفزيون السودان أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيريتس وسيط يدعو الجميع للحوار ولا يحق له تقديم مبادرة، وعليه العمل على تهيئة البيئة للإنتخابات وهذه مهمته الأساسية، مؤكداً التطلع لجهة سودانية تتولى جمع المبادرات وتخرج بها في مبادرة واحدة.
من جانبه كشف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو عن موافقتهم على مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة في السودان، على أن يكون رئيس بعثة يونيتامس مسهلاً وليس وسيطاً بين الأطراف، قاطعاً بعدم معاداتهم أو رفضهم للمجتمع الدولي وإنما رفضهم للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي حوار مع صحيفة (الانتباهة) قال رئيس مسار الوسط والقيادي بالجبهة الثورية التوم هجو أنه ليست هناك مبادرة وهذا ما قاله فولكر والمسؤولون وآخرهم نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو. مشيراً إلى أن فولكر طرح جهوداً لمساعدة أبناء وقيادات وتنظيمات الشعب السوداني لكي تجلس مع بعض وهذا لا يوجد عاقل يرفضه لذلك لم نرفضه وجلسنا معه كجسم كامل ورؤيتنا واضحة له نرحب بمساعدته بالإضافة لمجتمعنا الإقليمي. وأضاف هجو: (نحن لا ينقصنا رأي أو فهم أو تجربة أو علم ما ينقصنا هو الوصول للشعب السوداني عبر الإقتراع في مواعيده المقررة).
وجوبه وجود البعثة وتدخلاتها برفض شعبي كبير. حيث خرجت تظاهرات خلال الفترة الماضية وصلت إلى مقر الأمم المتحدة في الخرطوم تندد بالتدخل الأجنبي في شؤون السودان الداخلية، الأمر الذي دفع البعثة للتراجع عن المضي نحو فرض أرائها وأطروحاتها. لكن الرفض لم يتوقف ودعت جهات للخروج في مواكب أخرى لتأكيد رفضهم لوجود البعثة التي أتت عبر خطاب سرب بليل من قبل رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دون مشاورة السودانيين أو قيادات حكومة الفترة الإنتقالية.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أنه بحسب حديث البرهان وحميدتي لا يحق لرئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس طرح مبادرات، وإنما مهمته الأساسية أنه مسهل لعملية الإنتقال الديمقراطي وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة. ولكنه حاد عن مهمته الأساسية وإبتدر لقاءات تصنف في خانة التدخل في أمور لا تعنيه. وأكد الخبراء أن مبادرة يونيتامس صارت نسياً منسياً بعد أن رفضها الشعب قبل الحكومة وهو مصير كل من يحشر أنفه في شؤون السودان الداخلية.