سياسة

هل يزيد “ميثاق الشعب” من تعقيد الاوضاع بتمترسه في خندق الاقصاء؟!

الخرطوم: سودان بور
أثار ميثاق الشعب الذي طرحته لجان المقاومة ردود افعال واسعة في الساحة السياسية وبين التيارات السياسية وقوى الثورة الحية بالبلاد؛ لما تمثله لجان المقاومة من رمزية في الوعي الجمعي لشعوب السودان بوصفها حامي الثورة وحارسها الامين!
ويرى كثير من المراقبين اتجاه لجان المقاومة نحو طرح مشروع سياسي للتداول حوله احد مظاهر التعافي وحالة ايجابية ينبغي العمل عليها وتطويرها لتصويبها نحو عمل يجمع شمل السودانين ويعمل علي توحيدهم وتوافقهم في وقت اشد مايكون فيه الاحتياج الي التوافق ولم الشمل!
وحتي يكون الفعل اكثر ايجابية ومن اجل الفائدة المرجوة منه هناك وجهة نظر بان الميثاق بوضعه الحالي سوف يزيد من تعميق الأزمة ويطيل من امدها! مثل تصريحات حزب البعث الذي يرى ان الميثاق “اقصائي ولايمكن ان يقدم حلا للازمة الماثلة” هذا فضلا عن تصريحات “نور الدائم” القيادي بحركة جيش وتحرير السودان حيث يقول “ان الميثاق لايمكن ان يقدم الحل ومن اراد حكم السودان عليه بالانتخابات” وكذلك حزب المؤتمر الشعبي الذي يرى ان الميثاق يحتاج الي مزيد من النقاش واستكمال النواقص! اضافة الي حزب الامة الذي دعا لجان المقاومة للتمسك بالثوابت لما رآه في بعض البنود خروجا علي اجماع الساحة السياسية والدولية فيما يخص الوثيقة الدستورية التي توافق عليها الجميع رغم علاتها وخاصة اتفاق جوبا الذي حقق نوع من السلام بين عدد من المكونات المسلحة والدولة السودانية وهو اختراق ايجابي نحو بناء تعزيز العملية السلمية بالبلاد!
وتساءل البعض هل اصبحت لجان المقاومة بعد طرحها الميثاق جزء من الازمة السياسية لا جزءا من الحل؟ وهل يمكن ان تفقد تعاطف جزء من حاضنتها الاجتماعية وهم مجموع جماهير هذه الاحزاب التي اعلنت تحفظاتها ورفضها؛ هذا بالطبع اذا اصرت اللجان علي ميثاق الشعب دون تعديل! الا ان الجيد في الامر انها طرحته اصلا للتداول حوله والخروج من خلال مناقشته بعمل يوحد الجبهة الداخلية لا يعمل علي تفتيتها وانقسامها!
ويرى كثير من المراقبين علي السودان كغيره من دول الهشاشة الخارجة من نزاعات واوضاع شبيهة باوضاعه العمل علي المسامحة الشاملة والوصول لحالة تسوية اجتماعية وسياسية شاملة؛ تعمل علي الاجماع والتوافق لا الفرقة والتشتيت والاقصاء! لان التوافق هو عنوان حل الازمة السياسية بالبلاد وقبول بعضنا البعض لا المضي في طريق الاقصاء ورفض الاخر وتكريس الخلاف كما لاح من بعض بنود ميثاق الشعب!!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق