سياسة
السودان ينسج علاقات متوازنة وفق المصالح المتبادلة بينه وبين العالم
الخرطوم: سودان بور
يرى كثير من المراقبين ان زيارات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الناجحة الي دول الجوار التي نسجت علاقات متوازنة مع المحيط الدولي المحلي اجبرت العالم علي طلب التعاون مع البلاد! وان هذه الزيارات رغم استهزاء وسخرية الناشطين كرست لدور مغاير ومختلف للسودان!
مجموعة دول الترويكا تطلب الان التعامل مع السودان وها هي امريكا تتراجع عن تهديداتها القاسية تجاه السودان بل تعمل علي انكار تصريحاتها بشأن تجميد الدعم لمساعدة السودان وذلك امر ايجابي وان كان علي مستوى التصريحات! لانه اصلا لا دعم امريكي ولايحزنون مجرد وعود زائفة لم تتحق علي أرض الواقع؛ ومايزال السودان في انتظار الايفاء بتلك الالتزامات والتي سارعت أمريكا لتجميدها امام اول سانحة!
السودان يعيد اعتباره الان من خلال هذه الزيارات الناجحة واصبح دولة قرار! ينتظر العالم موقفه من الاحداث ويضع لها تحسبا نتيجة لموقعه المؤثر في الجغرافيا السياسية للمنطقة وهي ميزة يستطيع الاستثمار فيها كثيرا اذا احسن استخدامها؛ وكثير من الدول لاتنبع قوتها من وفرة مواردها بقدر ماهي تنبع من موقعها الاستراتيجي! والسودان يملك الاثتين؛ الموقع والموارد!
واكثر مايميز نجاح النائب في هذه الزيارات وخاصة الي روسيا انها تمت في ظل ازمة سياسية واقتصادية طاحنة بالبلاد ورغم ما تعيشه البلاد من ازمات؛ هاهي ترتفع مكانتها دبلوماسيا! وهذه هي قدرة القيادات وموهبتها في تحويل حالة الضعف الي قوة واستثمار المعطيات المتاحة وتوظيفها في تجاوز الازمات وذلك مافعلته زيارات النائب الاول لرئيس مجلس السيادة!
ويري كثير من الاسترتيجيين ان العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بداية لتحولات عميقة في توازنات القوى الحاكمة للعالم
بماجعل حتي الدول الاوروبية التي كانت مسالمة تجنح للحرب وتغيير مبدأ حيادها تجاه كثير من القضايا! بحيث بدات بوادر لاصطفاف دولي حقيقي انحاز فيه السودان للموقف الرابح وليس في ذلك عيب مادامت المصالح وتبادل المنافع هي ما تحدد العلاقات بين الدول!