سياسة

“تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين” إغلاق الطرق .. هل من علاج جذري ؟!

الخرطوم: سودان بور
ينظر كثير من الفلاسفة والخبراء والمحللين إلى جانب الحريات العامة والشخصية على أنها لم تتعارض يوماً مع حريات الآخرين وللمرء أن يعيش حياته كما يحب وكما يرغب دون قيود، ولكن دون التعدى على القانون الذي ينظم الحياة ودون أن تتعدى على حرية الآخرين فمعروف أنه حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
ربما أصبحت ظاهرة إغلاق الطرق العامة القومية والداخلية أحد أدوات الضغط السياسي منذ فجر الثور،ة وأصبح إغلاق الطرق الوسيلة الأكثر استخداماً لتحقيق المطالب و الضغط على الحكومة، ولها فاعلية قوية في التأثير على السياسة السودانية، بيد أن إغلاق الطرق من منظور عقلاني وواقعي يعد تعطيل لحياة الناس وحركتهم اليومية التجارية والإجتماعية والصحية والتعليمية والعملية ما يتضح جلياً من خلال حالة التردي الإقتصادي طوال الفترة الماضية من عمر الحكومة الانتقالية .
ويذكر أن الطرق الداخلية لولاية الخرطوم ظلت تعاني عملية الإغلاق المتكررة ووضع المتاريس فيها مما أعاق الحركة وجعلها تنساب بطيئة (كدرب يعبر في شريان مريض ولا يمر إلا قطرة قطرة) وراء كل مليونية يفضل المواطنين عدم الخروج للأعمال والبرامج والأغراض يتبع ذلك إغلاق لبعض الكباري والطرق من قبل لجنة أمن ولاية الخرطوم والسلطات الرسمية وتزداد المعناة
ولعل إغلاق الطرق شمل مناطق بشرق البلاد كلاً من الطريق القومي بولاية البحر الأحمر محطة العقبة المؤدية إلى موانئ البلاد البحرية بمدينة بورتسودان وسواكن، بالإضافة إلى محطة أوسيف على الطريق القاري مع جمهورية مصر. وطريق شريان الشمال أشكيت قسطل وولايات أخرى كذلك مثل ولاية كسلا وغرب كردفان وأيضاً ثلاث مناطق بولاية القضارف انطلاقاً من الحد الفاصل بين ولايتي القضارف ومنطقة الخياري جنوب ولاية الجزيرة، إلى منطقة الزيرو ضمن مجمع سد أعالي نهر عطبرة وستيت كل ذلك تعطيل لمصالح الشعب السوداني السودان وتعريض أمن ومصالح البلاد للخطر.
يرى الخبير القانوني سالم محمد أحمد ، أن عملية إغلاق الطرق لم تحدث في كل دول العالم كما تحدث في السودان ويقول سالم إن الطرق ملك للعامة يستفيد منها المواطن وليس الدولة وحدها، و لا يصح ويلحق الضرر بالآخرين . وأضاف إن إغلاق الطرق بالعاصمة وغيرها من المدن السودانية يهدد معايش المواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي في دخلهم على الكسب اليومي،مؤخراً أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو أن إغلاق الطرق غير مسموح به ولن يتكرر خاصة الطرق القومية ذات البعد الإقتصادي ، وتبع تصريح النائب تأكيد من ناظر قبائل البجا الناظر ترك تأكيد بعد إتجاه قبائل الشرق لإغلاق طريق الميناء أو غيره وهو ما أعطى مؤشر إيجابي لتجاوز كافة الإحتقان الإقتصادي والسياسي معاً ، ويسبق ذلك قرار لجنة أمن ولاية الخرطوم الذي أفضى إلى عدم التظاهر أو إغلاق الطرق على محيط العاصمة الخرطوم ، إغلاق الطرق لا يزال يحتاج إلى قرارات تكفل للجميع حرية التعبير وحرية الحركة والحياة بالمقابل وتراعي ظروف الكادحين ليل نهار ومسار حياتهم اليومي.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق