رأي

لطفي أبو محمد يكتب: أدعموا روسيا ….

أدعموا روسيا ….
ادعموا روسيا فانها الفرصة الاخيرة لكسر الهيمنة الغربية على العالم
فالذي يجري في اوكرانيا ليس سوى خدعه وزريعة غربية من اجل القضاء
على الدب الروسي المنافس الاقرب للغرب والمرشح بالعودة الي امجاده و امبراطوريته، والتي حتما سوف تعيد التوازن الدولي بإنهاء القطبية الاحادية التي جعلت العالم ومنظماته تحت السيطرة الغربية المطلقة .
الدعم المقصود ليس له علاقة بالحرب على اوكرانيا فاوكرانيا نفسها استخدمت زريعة للقضاء على روسيا ,كما استخدمت احداث تفجيرات 2002م (المصنوعه) من اجل ضرب أوكار الحركات الاسلامية ومن اجل الضغط على الدول الاسلامية والعربية وإلصاق تهمة دعم الارهاب كوسيلة تركيع بالأخص الدول التي شارك بعض مواطنيها المنتمين الى (القاعدة ) في تنفيذ ضربات على واشنطن والتي تم الاعداد لها بمشاركة المخابرات الأمريكية التي استطاعت ان تخترق القاعدة وذلك حتى تكون هذه الضربات سببا لما سيحدث تاليا وقد شهدنا كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت ذلك . ,
نفس الخدعة الامريكية التي نفذها بوش الابن الان يعاد السيناريو لها مع روسيا . فالشاهد على ما يحدث من تسارع في الاحداث والتحرك الامريكي والاوربي بشأن تدمير الاقتصاد الروسي عبر تحشيد جميع دول العالم من اجل معاقبة روسيا يشعر بان مايجري من تحشيد ليس فقط من اجل إيقاف ومعاقبة روسيا بسبب غزوها اوكرانيا وأنما الامر معد من اجل القضاء على الدب الروسي بشكل نهائي بعد عزله عن العالم بعقوبات أكثر من مجحفة
فالغرب الذي يفلح في شيطنة الاخر لم نسمعه يدين الولايات المتحدة الامريكية التي اجتاحت العراق وقتلت المدنيين وشهدت مقاطع الفيديو المنتشرة انتهاكات الجنود وهم يتلاعبون ويتبارون بقتل المدنيين , ولم نسمعه يدين الولايات المتحدة وهي تغزو فيتنام وتقتل عشرات الالاف , لم نسمع للغرب اي إدانات لفرنسا التي تهيمن على قرار عدد من الدول الافريقية وتسرق مواردها الطبيعية وبل وتتدخل في إختيار رؤساءها لضمان ولائهم واستمرار هيمنتها .
الغرب ليس بهذه المثالية وليس هو في الوضع الذي يسمح له ان يدين الاخرين وانما يعمل بازدواجية بائنة ترتكز على خدمة مصالحه فقط.
ما الذي كان يتوقعه العالم اذا علمت ان الغرب قد احتشد في حلف الناتو ووصل به الحد الى مغازلة اوكرانيا في دعوته لانضمامها لهذا الحلف وبمعنى اكثر وضوحا ان حلف الناتو الذي يضم الدول الغربية الاكثر هيمنة وقوة يريد ان يحشد قوته وجنوده على حدود روسيا من خلال ضمه لاوكرانيا ,
هل كان العالم يريد من روسيا ان تصمت وان تتفرج على الحلف الذي انشئ من اجل كسرها وهو يحتشد في حدودها؟ , هل نسيت الولايات المتحدة الامريكية عندما احتشدت القوات الروسية في كوبا في العام 1962م والتي اصابت الامريكيين بالذعر (كيف لسلاح روسي ان يكون على حدودنا)ولم تنعم أمريكا بالهدوء والسلام إلا بعد توقيع اتفاقية مع روسيا تم بموجبها سحب القوات الروسية من كوبا
قد يسأل بعضنا لماذا الفرصه الأخيرة واين الصين من ذلك؟
اقول إن صمتت الصين على معاقبة روسيا وسمحت للغرب بعزلها فانها قد كتبت على نفسها هي أيضا بأن تستمر تحت الهيمنة الغربية وابعدت كل امل في ان تصبح الصين دولة مؤثرة على القرار العالمي ودولة ذات اقتصاد مستقل لا يحكمه نظام تحويل مالي وعملة أجنبية تحت ايدي الخزانه الأمريكية
إن افلح الغرب واسقط روسيا فسوف يستطيع أن يطبق ذلك على الصين ان احس يوما بخطرها عليه، كما أن إسقاط روسيا لهو رسالة صريحه موجهه للصين نفسها
رسالتي هذاه حتما موجهه لدول اسيا وعلى راسها الصين واليابان ورسالتي الي تركيا التي عانت كثيرا من الضغط الامريكي الذي يسعى لتركيعها وكسر استقلال قرارها ورسالتي الي الدول العربية وبالاخص دول الخليج العربي التي مارست فيها أمريكيا أسوأ انواع الابتزاز والسخريه بالأخص في عهد الرئيس دونالد ترامب،
لقد ان للدول العربية التي تملك الحصه الأكبر في انتاج النفط والغاز على مستوى العالم أن لها أن تلعب دورا في السياسة العالمية مثلما تملك من قوة اقتصاديه مؤثرة في الاقتصاد العالمي وان تتحرر من الوصاية الأمريكية والغربية بشكل كامل
الرسالة إلى دولة مصر التي تمتلك من المؤهلات لان تكون لاعبا سياسيا مؤثرا على الاقل في القارة الأفريقية
الرسالة موجهه لدول أفريقيا التي كان لها النصيب الأكبر من الوصايا والاستعمار الغربي المستمر، الاستعمار الذي لازال يسرق ثرواتها، الاستعمار الذي لا يريد لافريقيا ان تنهض بل يريدها فقيرة ومريضة على الدوام حتى لا تستيقظ وتوقف هذا العبث .
كل ماسبق من أدوار مستحقه للدول التي ذكرتها تحول بين تحقيقه الهيمنة الغربية التي نصبت نفسها وصيا على العالم
عندما نقول ادعموا روسيا ذلك لان العالم يحتاج إلى من يعيد توازنه، العالم يحتاج ان يحكمه قطبين (ان كان لابد) ومختلفين في التعاطي مع الأحداث العالمية، قطبين مختلفين سياسيا وثقافيا ويختلفان حتى في تفسير الهيمنه :هل هيمنه اقتصاديه وسياسية(بنظر روسيا والصين) ام هيمنه سياسيه واقتصاديه وثقافية واجتماعية مثلما يفسرها ويترجمها الغرب.
لطفي ابو محمد

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق