لطفي أبو محمد يكتب: لقد انكشف القناع …ادعموا روسيا (2)
لقد انكشف القناع …ادعموا روسيا(2)
بقلم: لطفي أبو محمد
في المقال الأول من هذا العنوان بالعدد السابق اوضحت ان السبب الرئيسي من وراء طلب الدعم لروسيا يتعلق باهداف استراتيجيةياتي في مقدمتها فك هيمنة الغرب على القرار الدولي، وبرغم اننا لم نتطرق الي اي اسباب ايدلوجية بيد انه تاريخيا وفي بداية عهد الاسلام تعاطف المسلمون مع الروم في حربهم مع الفرس حيث حزن المسلمون حزنا شديدا حينما انتصرت الفرس على الروم الي ان نزلت الآيات (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) نزلت هذه الآيات لتخفف على المسلمين من حزنهم وتبشرهم بنصر قريب للروم وبرغم ان تعاطف المسلمين مع الروم ناتج من أن الروم كانوا اهل كتاب (كتابيين) خلاف الفرس الذين يعبدون النار والأوثان (أقرب إلى كفار قريش) لذلك كان المسلمون يتعاطفون مع الروم خلاف أهل قريش الذين تعاطفوا وفرحوا لانتصار الفرس
وبرغم ان الامر يختلف الان عن بداية عهد الإسلام حيث لم ينتشر الاسلام وقتها واختلف الزمان واختلفت الأسباب إلا أن خروج روسيا منتصرة في حربها مع الغرب عبر بوابة العقوبات يعد أمرا مهما لنا ولكل دول العالم الثالث المستضعفه، لذلك كانت تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا عاملا َمهما للكثيرين ممن يؤمنون بالغرب وديمقراطية وانسانية الغرب الكذوبة بعد أن انكشف القناع، فخلال الفترة منذ 24 فبراير وحتى تاريخ هذا المقال كشف لنا الغرب عن وجهه الحقيقي البغيض والذي ظهر جلياََ في ازدواجية المعايير وفي العنصرية الواضحه جدا التي ينتهجها من خلال هيمنته على المنظمات الدولية ومن خلال تعامله مع انسان ودول العالم الثالث ومع المسلمين في جميع أنحاء العالم، فلقد كانت هذه الحرب بالنسبه للجميع نقطة تفرض على الجميع الوقوف عندها وفرصة لاعادة تقييم المجتمع الدولي وثوابته
حيث وضح جليا كيف أن الغرب وظف كل المنظمات (بمختلف اشكالها) وكل الادوات والقوانين وحتى التقنيات الإعلامية الحديثه وظفها من أجل فرض سيطرته على العالم، حيث يتم تُعطيل كل القوانين الدولية اذا كان الأمر يتعلق بدولة من دول العالم الثالث او ذات أغلبية مسلمه (مُعتدى عليها) كما حصل في غزو أمريكا للعراق ويوغسلافيا وفي انتهاكات اليهود للفلسطينين وفي حرب البوسنه والهرسك وإنتهاك فرنسا لسيادة ثلث دول أفريقيا، وغيرها من الانتهاكات الاستعمارية التي ينتهجها الغرب، في كل ذلك يتم تعطيل القانون الدولي وتصمت كل المنظمات السياسية والانسانية وحتى الرياضية.
وتظهر لنا هذه المنظمات الدولية بشكل مختلف كلياً عندما يتعلق الأمر بمصالح الغرب او المساس بأمن اياََ من الدول الغربية حتى وان كانت مصالحها في اوكرانيا الشرقيه التي كانت يوما جزء من الاتحاد السوفيتي وحتى وان قدمت روسيا مبررات وبراهين تؤكد مخاوفها الأمنية من ان تتحول اوكرانيا الجارة إلى حليف للعدو الأوحد(حلف الناتو)، حيث تُعتبر هذه المبررات
اقوى بكثير من تلك التي صاغتها أمريكا وهي تغزو العراق التي تبعد عنها آلاف الأميال، فما بالك اذا علمت ان المخابرات الامريكيه قد تدير اكثر من 10 مختبرات بيولوجية في الأراضي الاوكرانية وحتما مختبرات الغرض منها تطوير الاسلحه البيولوجية وعلى الحدود الروسيه.
ويتحدث الان الغرب عن انتهاكات تحدث في اوكرانيا استخدمها ليضع كل امكاناته ونفوذه من أجل
معاقبة وعزل روسيا ولم يستخدم اياََ من العقوبات بشان اي انتهاك في كل المجازر الاسرائيليه بحق الفلسطينين، لم تُعاقب أمريكا جنودها الذين شهدوا علنا بانهم ارتكبوا جرائم ضد المدنيين في العراق وأنهم قتلوا مدنيين عزل فقط بغرض التسليه، والان بريطانيا تعاقب مستثمر روسي يمتلك فريق كرة قدم انجليزي وليس مصنعا للاسلحه،
اتحادات الرياضة العالمية التي عاقبت لعيبه مسلمين لرفع شعارات تعاطفهم مع فلسطين والعراق ، عوقبوا بجريرة( إدخال السياسة في الرياضه) … نفس هذه الاتحادات الان طردت اللعيبة الرؤس ومنعتهم من المشاركة في بعض المنافسات الرياضية، نفس هذه الاتحادات الرياضية الان تحتفي بعدد من اللعيبة لأنهم تضامنوا مع اوكرانيا وادانوا روسيا بسبب الغزو.
نفس التقنيات الاعلامية الحديثة (يوتيوب وفيس بوك) والتي كانت تقوم بحظر المستخدمين وإيقاف منشوراتهم بدعوى التحريض ضد العنف عندما يتعلق الأمر باسرائيل… نفسها الان تزيل هذه القيود وتسمح للمستخدمين بالتحريض على روسيا ورئيسها.
بالله عليكم هل ما زال هناك من يؤمن بالغرب بعد؟
هل لازال هناك من يتحدث عن احترام الغرب للتنوع والاعراق المختلفه والمساواة بعد أن شاهد عددا من اللاجئين من دول العالم الثالث الذين يقيمون باوكرانيا وهم يمنعون من الدخول إلى الدول الأوربية المجاوره بدعوى انهم غير اوكرانيين (يعني نحن لسنا معنيين بحمايتكم انتم )
هل هنالك من يؤمن بالغرب بعد أن شاهد عددا من الاعلامين الغربين وفي عدد من القنوات التلفزيونية وهم يدعمون اللاجئين الاوكرانيين مطالبين الدول الاوربيه باستقبالهم وحسن معاملتهم لانهم اَوربيين وبشرتهم بيضاء ومسيحيين وليسوا بلاجئين من دول العالم الثالث او لاجئين مسلمين؟
شكرا روسيا نعم شكرا روسيا لأنك اخبرتينا عيانا بأن الغرب أكبر اكذوبة في تاريخ البشرية.
شكرا روسيا لانك اخبرتينا بأن هنالك حقيقة واحدة وهي ان
كل العالم مبني على حتمية هيمنة الغرب وان كل القوانين وكل المنظمات ماهي إلا أدوات لكي تثبت هذه الحقيقه.
واكرر كما ذكرت في المقال السابق لا نصفق للحرب والموت واللجوء في اوكرانيا او غيرها ولكن فقط أردنا إثبات حقيقه نتجت من هذا الغزو الروسي على اوكرانيا.
وكما ذكرنا لابد من كسر القطبية الاحادية والتي لن تتحق قريبا دون كسب روسيا لنقاط قوة اضافية ودون ان تواصل صمودها ضد العقوبات التي صممت من أجل كسرها،
وليعلم الكل ان دعمنا لروسيا ليس حبا ولا إيمانا بروسيا، وإنما دعوة لوقف هذا العبث العالمي ودعوة لاعادة هيكلة وصياغة المجتمع الدولي لضمان التوازن ومنع السيطرة الاحادية
التي انتجت هذا العالم المختل