أخبار

الريف الغربي بأم درمان … واقع مرير في موقف الخدمات…. ورسائل عاجلة في بريد والي الخرطوم

الخرطوم: سودان بور
علي امتداد طريق شريان الشمال من الكيلو(0) وحتي الكيلو(146) تتمدد قري الريف الغربي بأم درمان بانسانها الشامخ وارضها المنبسطة.
تجاور القري بعضها البعض على طول هذه المسافة الممتدة ، في ظل ظروف تنموية بالغة التعقيد ،فالكهرباء تظلل أسلاكها مسار طريق شريان الشمال القومي بينما سكان المنطقة بلا كهرباء .والمياه تتدفق من أنابيب الري المحوري ، في المشروعات الزراعية والاستثمارية بينما يشرب سكان الريف الغربي من آبار تكاد تكون مياهها المالحة غير صالحة للشرب .
من يصدق أن قرى الريف الغربي التي قدمت ممثل لها في البرلمان ، وآخر بالمجلس التشريعي ، قدموا حصيلة أقرب الي الخانة (الصفرية) في مجال العمل التنموي، وفقا لتطابق شهادة الكثير من المواطنين بالمنطقة.
ولعل الشواهد في ذلك بعدد الحصي حيث لإزال أهالي الريف الغربي بأم درمان يقطعون أكثر من 127كيلو مترا من أجل تلقي خدمة العلاج بمشافي أم درمان ، وإستكمال المراحل الثانوية لابناءهم في عدد من مدارس العاصمة.
حالة من الحزن والاسي تسيطران علي كل حال زائر للمنطقة ، من واقع انعدام الخدمات الأساسية، فمن رأي ليس كمن سمع ، من يصدق أن مابذلته المنظمات الخيرية كان أسبق خطوة مما قدمته أجهزة الدولة ممثلة في ولاية الخرطوم ،ومحلية أم بده، فلم نجد شاهد لمشروع تنموي، أو حتي وضع حجر أساس لمشروع قادم تشكر عليه للريف الغربي الذي يقع داخل اختصاصاتها ومهامها.
في ظل هذه الاوضاع تسود حالة من السخط الشعبي بالريف الغربي جراء تكوين لجنة تنسيقية قبائل الريف الغربي ، والتي يرى الكثيرون انها دبرت (بليل ) من دون بسط الشورى لإختيار ممثليها، بل تجاوزت حتي العرف الذي ورثه منطقة الريف الغربي كابر عن كابر بتجاوز نظام الإدارة الأهلية من خلال تغييب (الامراء، والعمد ،والمشايخ) .
في اليومين الماضيين بعث سكان الريف الغربي برسالة للمجلس السيادي طالبوا فيه بالغاء اللجنة انفة الذكر ،مشيرين الي ان الذين قاموا بتكوينها هم أعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول منهم عضو مجلس وطني ومنهم عضو مجلس تشريعي بولاية الخرطوم وبقايا حاشيتهم حتي سقوط النظام علي حد ماجاء في المذكرة التي تم رفعها للمجلس السيادي الاسبوع الماضي .
حيث اتهمت المذكرة عضو المجلس السيادي أبو القاسم برطم بتبني شخصيات بالمنطقة وتكوين اللجنة موضوع الخلاف دون التشاور مع امراء المنطقة وقيادات الإدارة الأهلية.
والقي عدد من المواطنيين في الريف الغربي باللائمة علي والي ولاية الخرطوم الذى إعتمد أو لم يعتمد اللجنة (موضوع الخلاف) حتي الان فالرؤية برأي الكثيرين غير واضحة إذ لم يصدر من الوالي حتى كتابة هذه الأسطر أي بيان أو توضيح حول اللجنة موضوع الخلاف مما يثير العديد من علامات الاستفهام حول موقفه من جسم التنسيقية التي وصفها عدد كبير من المواطنين( بالجسم السرطاني ) لما سببته من اثر نفسي كبير علي أعيان المنطقة الحقيقيين ،من واقع غياب الشوري الذي صاحب تكوينها.
مشيرين الي ان اللجنة والتنسيقية، ضمت أصوات لاتحظي بالقبول علي حد تعبيرهم، بعد أن جربوا من قبل في التمثيل البرلماني والمجلس التشريعي بالخرطوم دون إحراز نتائج ملموسة في محور العمل التنموي بالمنطقة.
منوهين الي بوادر انقسام حادة في النسيج الاجتماعي بمنطقة الريف الغربي رغم إن الأغلبية ظلت رافضة ومناهضة للجنة التي وصف بعض اعضاءها (بالفلول).
وضع متردي!
في السياق قال المواطن محمد عبد القادر علي من منطقة (وادي السيال )بالريف الغربي ان كافة القرى الخاصة بالريف الغربي تعاني من نقص حاد في الخدمات الاساسية(مياه الشرب ،والكهرباء ،والصحة ،والتعليم) واضاف في ظل هذا الوضع المتردي بدأت تظهر للعيان بوادر (فتنة مجتمعية) بسبب لجنة تنسيقية قبائل الريف الغربي وصلت الي حد القطيعة بين بعض الاسر .
وتابع بقوله:للأسف أعضاء اللجنة لم ينتخبهم أحد، وبالتالي هم لايمثلوننا، وعلي الجهات الرسمية في الولاية والمحلية أن تعى ذلك (فلا يؤم الرجل قوما وهم له كارهون).
لقد جربنا المجرب ولم نرى له شيئا وبالتالي نريد دماء جديدة ،تسعي لخدمة أهلها قولا وفعلا.
نعرفهم جيدا …ولم يقدموا شيئا!
إبتدر المواطن أحمد حسن محمد علي من قرية (عجيب ) قوله أعضاء اللجنة التي تم تكوينها نعرفهم جيدا ، فمن بينهم من عمل لأكثر من (20) عاما ممثلين للمنطقة للأسف لم يقدموا شيئا.
إننا حينما نعترض عليهم فاننا نعيب عليهم تجاهل اهالي المنطقة من عمد واعيان في تكوين اللجنة حيث كان هناك تجاوز واضح لم يحترموا فيه قياداتنا التاريخية، بل حتى الإمارات القائمة، مما ولد إحساس لدي الكثيرين بأنهم بهذه الخطوة يفرضون أنفسهم علي الجميع وهذا بالطبع تجاوزه الزمن.
نحن نعتقد أن أمر تكوين اللجنة يبدأ بترشيحات القواعد، وأن يعقد إجتماع تلو الإجتماع بتشاور تام لكافة أهالي المنطقة لكن هذا للأسف لم يحدث!!!.
لقد عقدنا اجتماع في أواخر شهر رمضان واغلب الآراء رفضت اللجنة سابقة الذكر بعدد (24) عمدة وفي تقديري هذا استفتاء واضح بأن لامكان لها في قلوب الناس .
إما عن الوضع التنموي في المنطقة حدث ولا حرج الآن فقط هناك مركز صحي في منطقة (أم صيدة) يوجد به مساعد طبي واحد حيث لايوجد فيه كهرباء أو أجهزة لاجراء الفحوصات ،كما أن هناك مركز آخر في حلة (موسي ) كما لاتوجد( رياض أطفال ) بل لدينا مناطق لازالت تحتاج الي تشييد مساجد لاداء صلاة الجمعة والجماعة ، وفي هذا السياق نحن نشكر ماقامت به شركة شريان الشمال في (أم صيد )وغيرها.
اما في منطقة ود عجيب لدينا بيارة متوقفة بسبب عدم وجود (بابور) كما الحال في عدة مناطق وصل حال سكانها بأن أصبحوا يعتمدون في مياه شربهم علي المشروعات الزراعية التي تقع بالقرب من المنطقة.
إن الذين قمنا بانتخابهم من قبل لايسكنون معنا (والجمرة بتحرق الواطيها) فهم يسكنون في احياء أم درمان حيث الخدمات والمياه والكهرباء.
اننا نشكر الإعلام الذي وقف علي حال المنطقة علي الطبيعة ورسالتي للمسؤولين في الولاية التفتوا الينا قليلا فنحن (مواطنيين سودانيين ومن رعاياكم).
لن نجرب المجرب!

وقال المواطن محمد سلمان من منطقة (أم صيد) نحن نرفض هذه اللجنة جملة وتفصيلا فقد عقدنا اجتماع وحصرنا الأصوات الرافضة للجنة وهم حوالي(60)عمدة .
نحن كعمد علي هذه المناطق (لن نجرب المجرب مجددا) .
من يصدق اننا حتي هذه اللحظة بلا مياه او كهرباء بل حتي المدارس غير مكتملة ، أما عن الوضع الصحي فقد وصلنا الي وضع حرج فالكل الآن يتجه الي أم درمان لتلقي الخدمات العلاجية .

واشار العمدة احمد قسم بخيت حامد من منطقة (جعيرين) الي ان طريق شريان الشمال خلق حالة من الاستقرار النسبي للريف الغربي علي حد قوله ،وقال في عهد الانقاذ كانت هناك خدمة تقدم من حيث لأخر لكنها كانت غير (مرتبة بل بالمحسوبية) والدليل علي ذلك هناك مناطق أكثر حاجة من المناطق التي نفذت فيها بعض الخدمات.
وبالتالي الخدمات التي قدمت من قبل الخيرين والمنظمات كانت انفع لسكان المنطقة من الخدمات التي قدمتها الدولة.
رغم إن هذه المنطقة تم تمثيلها في البرلمان منذ العام 1986م.
واول ممثل للمنطقة كان محمد محمد صالح عبد الرحيم، اعقبه التجاني محمد احمد رحمه، وأحمد المك حامد، ثم حامد مجدد العبيد، وجبريل احمد علي بالمجلس التشريعي الولائي.
إن توقف عمل المنظمات خلال السنتين الماضيتين اثر في واقع الخدمات المقدمة للمنطقة بشكل أساسي.
لقد كنا قبل هذه التنسيقية في تجانس تام لكن الآن مانشهده سيقود الي فتنة كبيرة بالمنطقة.
ان الخلافات الكثيرة اقعدت منطقتنا من التنمية وبالتالي والشواهد علي ذلك كثيرة وبالتالي لن نرجع للوراء بل سنعمل علي تقوية اللحمة المجتمعية وتوحيد اهلنا بشكل كبير وتفويت الفرصة علي من يعملون في خلق الفتنة وشق الصف فبوحدتنا سنحقق كل شي.

جسم سرطاني!!

في السياق أكد أحد عمد منطقة (القريات) العمدة فضل احمد محمد مجدد ان واقع التنمية بمنطقة الريف الغربي مقارنة باوضاع الريف الاخرى بولاية الخرطوم يعتبر (متواضعا للغاية) علي حد تعبيره ، واضاف بان بعد المسافة مابين منازل التلاميذ والمدارس خلف حالة واسعة من ( التسرب المدرسي) واقولها صراحة كل من مثلنا سواء علي صعيد البرلمان أو المجلس التشريعي لم يقدم لنا ثمرة واضحة من ثمار التنمية .
إما بالنسبة لموضوع اللجنة التي تم تكوينها فقد سمعنا بها من افواه الناس لم يخطرنا أحد بها ، وهي جسم سرطاني، كما ان اللجنة نفسها ضمت أصوات لاتحظي بالقبول أو الاجماع ،وهؤلاء ليس لديهم مانع حتي إذا افتتن الناس او ماتوا في سبيل أن يجلسو علي كرسي في لجنة .
ورسالتي لهم إذا لديكم رغبة في السياسة ادخلوا الانتخابات كي تعرفوا اوزانكم الحقيقة في قلوب الناس.

رسالتي للاخ برطم (دع الريف الغربي في حاله فأنت مسؤول عن الشمالية ونهر النيل ) ونحن لدينا من يمثلنا في السيادي وهو عضو المجلس د. عبد الباقي المسؤول من ولاية الخرطوم.
إن السيد برطم و والي الخرطوم حينما حضروا للمنطقة احضرا معهما (موازين أطفال ) في تقديري هذا عمل بلا قيمة (الطفل حينما يوزن يعطي التغذية الجيدة ويمنح الدواء) وازنين ليها شنو؟؟؟.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق