سياسة

اتهامات سفراء الترويكا لروسيا بالتدخل في السودان..عندما تلوح الوقاحة في ثوب الدبلوماسية

الخرطوم: سودان بور
قال سفراء دول “الترويكا” في الخرطوم إن “مجموعة فاغنر” تنخرط في أنشطة “غير مشروعة” بالسودان تقوض “الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون”.
جاء ذلك في بيان مشترك لكل من السفير البريطاني جايلز ليفر، والسفيرة النرويجية تيريز لوكن غيزيل، والقائمة بالأعمال الأمريكية لوسي تاملين، بحسب السفارة الأمريكية عبر صفحتها بـ”فيسبوك”.
وأضاف السفراء أن “مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية خاصة مرتبطة ارتباطا وثيقا ببوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، تنشر في السودان معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع السفراء: كما “تنخرط (فاغنر) في أنشطة غير مشروعة مرتبطة بتعدين الذهب”.واعتبروا أن “أنشطة مجموعة فاغنر تقوض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ الثورة”، وشدد السفراء على أن “للسودان الحق السيادي في تقرير علاقاته الخارجية، وسنحترم ذلك دائما، وسنواصل دعم الشعب السوداني وهو يسعى لتحقيق تطلعات الثورة”.

تناقضات

وفي هذا الصدد يرى الخبير السياسي الدكتور الطاهر محمد صالح أن هذه الاتهامات محاولات من أمريكا لتعطيل التوجه السوداني نحو روسيا وأشار الطاهر إلى أن هذه الأحاديث أكاذيب لا تقم على حقائق
و الغرب يكذب ويعلمون ذلك لايريدون وجود لروسيا في السودان وأفريقيا.
وأشار الطاهر إلى تناقضات داخل حديث سفراء الترويكا حيث يقولون من حق السودان تقرير علاقاته الخارجية ولكنهم يناقضون أنفسهم وهم يحاولون التشويش، على خيارات السودان الذي أراد التعامل مع روسيا وتوطيد علاقاته معها وقال هم بهذا يعملون ضد السودان.
اكاذيب وخروقات الغرب
ويقول الدكتور مكي يوسف خبير العلاقات الخارجية أن الغرب يمارس الأكاذيب جميعه والترويكا تعكس مظهر الغرب وأشار مكي إلى خطاب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2009 والذي قال فيه ( لدي ميثاق الأمم المتحدة في يدي وإنه يقول أنه لا يمكن لأي بلد مهاجمة بلد آخر، ولكن منذ الحرب العالمية الثانية ، وقع ما لا يقل عن ستمائة وخمسة صراعاً عسكرياً في العالم ، وقد أودت هذه الحروب بحياة الملايين من البشر، لذلك اليوم هذا الميثاق هو مجرد قطعة من الورق، يمكنك تمزيقه ولا شيء سيتغير”)
وقال مكي يسمح سفراء دول الترويكا في السودان لأنفسهم بالإدلاء ببيانات داعية للسلام في ضوء العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا. وفي خطابهم يسمح المبعوثون الدبلوماسيون لأنفسهم بالرجوع إلى ميثاق الأمم المتحدة، ويسمحون لأنفسهم بالتذكير بالماضي الاستعماري لأفريقيا، ويسمحون لأنفسهم بإلقاء اللوم على دول ثالثة في أزمة الوقود والغذاء كونهم “رعاة الفترة الانتقالية” وفي الوقت نفسه لا يذكر سفراء دول الترويكا دور بلدانهم في هذه الأزمات.
وقال معاً سوف نتذكر دور دول “الترويكا” في خلق عملية الفوضى العالمية وما أدت إليه على مدى السنوات الـ 20 الماضية ومنها النرويج:
– بعد بدء عملية الناتو في يوغوسلافيا في صيف عام 1999 أرسلت النرويج جنودها إلى هناك شاركت النرويج في الحرب في أفغانستان، في نهاية عام 2001 أرسلت الحكومة جنودها إلى أفغانستان،و شاركت النرويج في حرب العراق، في يوليو 2003 وأرسلت الحكومة جنودا إلى العراق ولم يغادروا حتى عام 2006.
اما بريطانيا: في عام 1999 ، شاركت بريطانيا في الحرب ضد يوغوسلافيا و شاركت بريطانيا في الحرب في أفغانستان، والوحدة البريطانية هي ثاني أكبر وحدة بعد الولايات المتحدة،وشاركت بريطانيا بنشاط في الحرب في العراق: شارك حوالي 46 ألف جندي في غزو العراق، وبعد ذلك تركت وحدة عسكرية في البلاد (وهي الأكبر من حيث العدد بعد الوحدة الأمريكية)، في عام 2011 شاركت المملكة المتحدة في التدخل العسكري في ليبيا، وفي عام 2013 شاركت في عملية سرفال في مالي.

المدمر الأكبر

ويصف الخبير الولايات المتحدة الأمريكية بأنها المدمر الأكبر والتي تهاجم الدول دون احترام للقانون وحقوق الإنسان وأشار البي دورها في الحرب في يوغوسلافيا و الحرب في أفغانستان 2001-2021 وحرب العراق 2003-2010
والحرب في ليبيا 2011 و الحرب في سوريا منذ عام 2014 و الحرب في اليمن 2015
وقال ان أرقام الضحايا الناجمة عن الحروب التي شنتها دول الترويكا تشمل :
– يوغوسلافيا: “10000” قتيل أثناء القصف وحده.
وأفغانستان: “213000” قتيل (لا تؤخذ في الاعتبار الوفيات الناجمة عن المرض والجوع)و العراق: أكثر من “240000” قتيل وفقاً للبيانات الأمريكية (الأعداد الحقيقية أكبر بكثير).
وفي ليبيا “50000” قتيل حتى نهاية 2011 وفي سوريا: أكثر من “320000” قتيل وفي اليمن: “60000” قتيل وفقا لتقارير الأمم المتحدة لعام 2016 وأضاف انه لا تزال جيوش دول الترويكا متمركزة في العديد من دول العالم وهي تقاتل هناك دون أن تحتاج إلى موافقة الأمم المتحدة.
وأردف لم تتعافى أي من البلدان التي غزتها الترويكا بحجة فرض السلام من خلال الحرب حتى الآن كل يوم يموت الناس والنساء والأطفال هناك مع غياب الصحة والتعليم، وتحول المنازل والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس إلى أنقاض والناس أجبروا على مغادرة منازلهم المدمرة وأصبحوا لاجئين ودول الترويكا صامتة حول كل هذا ولكنها تدين العملية الروسية التي تهدف لحماية أمنها القومي على الحدود ولم تعبر القارات لقتل الناس لنهب مواردهم وتتدخل في تعامل السودان مع روسيا وتريد اخضاعه لسياساتها وتستنكر أن يكون له خطاً مستقلاً يعبر عن سيادته وقراره.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق