سياسة

فوكلر وود لبات، ثم ماذا بعد؟

الخرطوم: سودان بور
لم يستغرب المحللون والمراقبون للوضع في السودان التدخلات السافرة لرئيس البعثة الأممية في السودان فوكلر بيريس، ومبعوث الإتحاد الأفريقي محمد ود لبات، بعد فشلهما في مساعدة السودانيين في الوصول إلى تسوية سياسية وتجاوز حالة الاحتقان الحالية بإقرار توافق يعيد البلاد إلى طريق الاستقرار والتنمية.
وبدأ الرجلان في محاولة لإنقاذ النهاية الحتمية لتفويضهما بالحديث عن استعادة النظام الدستوري دون التطرق للحوار بين السودانيين ومساعدتهم في إكمال الإنتقال الديمقراطي، بإعتباره خطوة تندرج ضمن منهج مرسوم بعناية لتاجيج الأوضاع، وإثارة الاضطراب والفوضى بدلاً من المساعدة في إيجاد حل للأزمة السياسية عبر الحوار.
فقد قالت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية “يونيتامس” في تغريدة على (تويتر)، إن “لقاءٌا مُثمرا جمع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالحزب الشيوعي لتبادل وجهات النظر حول الخطوات القادمة والأولويات السياسية لاستعادة النظام الدستوري”، موضحة انها أرفقت معها صورة للقاء مع وفد من حزب البعث “‏تصدرت الأولويات السياسية في سياق استعادة النظام الدستوري، اللقاء الذي عقده الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مع ممثلي حزب البعث.
وفي السياق تظهر حقيقة ما يسعى له الرجلان، من حيث التوقيت فقد تزامنت هذه التحركات مع ازدياد حدة نبرة التصعيد الأمريكي تجاه السودان وهو اسلوب درجت عليه واشنطن يقوم على ممارسة الضغوط وفرض العقوبات للاستجابة إلى شروطها بعيداً عن مصالح الشعوب.
ويرى مراقبون دبلوماسيون إن مايقوم به فوكلر، وود لبات، هو تنفيذ لمخطط الفوضى الخلاقة، وهو مخطط تدميري بامتياز ظل موجود في أدراج الرجلين الآن يلوحان به ويشترطان عودة النظام الدستوري، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات مشروعة عن إنجازات فوكلر وود لبات، ولماذا يتجنبان جهود الحل التي تقوم على توافق السودانيين وهو خط قطع فيه السودانيون أشواطا بعيدة، ويعلمون كيف تكون نهايته، ولماذا يتجاهلان دستور السودان الانتقالي لعام ٢٠٠٥ الذي شاركت فيه كل القوى السياسية وتم إيداع نسخة منه لدى الأمم المتحدة، ولماذا يهتمان فقط بكل ما من شأنه تأزيم الفترة الانتقالية بتجميع لجان المقاومة وشتات اليسار في العاصمة الخرطوم، وتوزيع مخرجات لقاءاتهما على عناصرهم في الولايات، بقصد زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى ضمن المشروع ذي الأهداف المحددة.
ويقول مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة في هذا الخصوص في لقاء بثته قناة النيل الأزرق الفضائية، ” إن خيابة السودانيين جعلت التدخلات الخارجية تكثر في تحديد مصير السودان، مشدداً على أن الانتخابات هي كلمة السر للخروج من الأزمة الحالية.
وبالرجوع إلى ماقاله الفاضل يندهش المراقبون للمرحلة الانتقالية في السودان عن إصرار وتجاهل فوكلر بيريس رئيس بعثة يونتامس في السودان لموضوع الانتخابات وهو من صميم عمل البعثة في مساعدة السودان لإكمال التحول الديمقراطي بالوصول للانتخابات، بينما ظل فوكلر مهتما فقط بالشكليات، وهذا ما يفسر لصالح اهتمامه بتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة.
ويرى مراقبون أن تجنب فوكلر المبعوث الأممي في السودان، ومحمد ود لبات مبعوث الاتحاد الأفريقي، للحوار بين السودانيين، يعود إلى فشلهما، في حث جميع الأطراف على التوافق على رؤية، تتمثل في تشكيل حكومة كفاءات، ثم إجراء انتخابات، خاصة أن تعداد عام ٢٠٠٩ في السودان وضع تقديرات واحصاءات معتمدة دوليا، حتى العام ٢٠٢٠، يمكن الاستفادة منها في تحديد الدوائر الانتخابية وغيرها من مطلوبات العملية الانتخابية، دون التحجج بالحديث عن مطلوبات إجراء الإحصاء والانتخابات.
ويتفق كثير من المحللين السياسيين، أن السبب الرئيسي خلف الأزمة التي تمر بها البلاد حاليا هو التشكيل الخاطئ للفترة الانتقالية، وما وضعه ود لبات من عراقيل في الوثيقة الدستورية، تهدف لإطالة أمد الفترة الانتقالية، حيث من المعلوم أن الفترات الانتقالية هي عبارة عن محطة عبور للانتخابات وليست فترة لممارسة الحكم من جهات غير مفوضة من الشعب تسبب نهمها للسلطة في تدهور الوضع الراهن.
ويقول الناشط منصور الهادي؛ “إن ما يحدث الآن من ضيق اقتصادي سببه إجراءات حاقده فاشلة قامت بها قحط خلال فترة حكمها ونعاني تداعياتها الان. ويضيف أن معاناة الشعب السوداني اليوم هي نتيجة الأخطاء التي تركتها قحت وراءها في كل مرافق الدولة، بعد فقدانها السلطة، والآن تريد أن تحاسب بها خصومها وهي خارج السلطة.
وبات كثيراً من الناس والمجتمع الدولي يدركون أن الصراع في السودان الآن قائم على السلطة الانتقالية التي لايمكن تسليمها لأي جهة غير منتخبة ولايمكن ابعاد العسكر من المشهد حاليا.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق