رأي
ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: من لم يمت بالسيف مات تهريبا !!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
من لم يمت بالسيف مات تهريبا !!
أسوأ نتيجة للحرب الدائرة تماما بعد القتل هي النزوح قسرا إلي دنيا المجهول الذي لا يعرفه كثير من يذهب إليه مسبقا ، كثير من سكان الخرطوم لم يكونوا يتخيلوا يوما أنهم يطردون من بيوتهم ويلوذون فرارا من جحيم الحرب الي اماكن لم يروها من قبل ،تركوا الدعة والعزة في ديارهم إلي ديار ذاقوا فيها مرارة الذلة والعنت والمشقة والفاقة ومنهم من صار يسأل الناس إلحافا أعطوه أو منعوه ،إنها الحالقة المجتمعية النتنة التي تسبب فيها أوباش ظهروا حين غرة في ليل حالك السواد ظلما
ما حدث من حادث مؤسف قبل يومين في صحراء العتمور وموت عدد من الذين يودون الوصول إلي مصر عبر التهريب وحالات لازالت تعالج في مستشفي أسوان بعد الأزمة الماسوية التي يعيشها الشعب السوداني تحكي رواية حزن كتبت بمداد من ألم ، ناجون من الموت هناك ذكروا أنهم رأوا جثثا منتشرة كثيرة في الصحراء يبدو أنهم ماتوا عطشا ولا يدري ذويهم بهم ، هؤلاء ماتوا بعد أن تعطلت المركبات التي تحملهم في عمق الصحراء ومشوا مسافات طويلة وماتوا ظمأ ، رحلة من جحيم الحرب إلي جحيم الصحراء التي تبتلع كل دابة علي وجه الأرض ان ماتت وتذر عليها رمالها قبرا
تهريب البشر إلى مصر يعتبر جريمة في حق الإنسانية يفعلها ضعاف النفوس من كسب للمال ولايهمهم البشر ، المسؤولية تتحملها الدولتين السودان كيف يتم ذلك ومصر كيف اتي هؤلاء دون طريق شرعي
هذا الأمر ظلت مدينة أسوان تصحوا عليه وتنوم كل يوم بقصص تحكي واستفهامات تدور في الخلد ، قبل يومين فقط ذكر تقرير موت ٢٤ شخصا وكل يوم تتكرر المأساة وتكدست مشرحة مستشفي اسوان بالجثامين مجهولة الهوية من السودانيين
إني من منصتي أنظر حيث أري الآن أن المنية انشبت أظفارها بطرق مختلفة في هذه البلاد وقضت علي أعزاء كثر فقدناهم في ظل هذه الحرب التي يديرها الخارج ويحرك عناصر داخلية تقتل وتخرب وفقدنا مافقدنا ولازلنا ، فيا سلطة كافحوا التهريب وحاكموا الذين يهربون البشر إلى مصر وهم بلاشك بالنسبة للسلطات الأمنية معروفين ، هكذا وتبقي المقولة هنا سيدة الموقف : من لم يمت بالسيف مات في الصحراء تهريبا!.