سياسة
السودان وروسيا .. علاقات ممتدة وخطط مستقبلية
الخرطوم: سودان بور
أكد وزير المالية ممثل حكومة السودان جبريل إبراهيم في الإحتفال الذي نظمته سفارة جمهورية روسيا الإتحادية بالخرطوم بمناسبة اليوم الوطني، أكد عمق العلاقات الأزلية بين البلدين. وأشار جبريل خلال الإحتفال الذي شهده عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السودان، بجانب عدد من السودانيين المهتمين بالعلاقات السودانية الروسية، إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقات جيدة وتعاون مثمر.
وقال جبريل إبراهيم أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين بوفود رفيعة المستوى (دبلوماسياً وعسكرياً وإقتتصادياً)، أكدت على وجه الخصوص حرص السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة على تطوير تلك العلاقات. وشدد على أن هذه الزيارات شكلت مرتكزاً ومرجعية للبلدين وقال جبريل أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو جاءت تأكيداً للعلاقات الأزلية بين الخرطوم وموسكو.
من جانبه قال المحلل السياسي محمد سعيد إن العلاقة بين السودان وروسيا شهدت تطوراً كبيراً، خاصة في مجال الإستثمار في المعادن الذي شكل حجر الزاوية في التعاون بين البلدين. وأكد محمد أن السودان يسعى إلى توسيع إستثماراته مع روسيا في مجال الزراعة والنفط والغاز والمشاريع الأخرى للإستفادة من التطور الهائل في روسيا التي حققت طفرة تنموية في مختلف المجالات.
وأشار سعيد في إفاداته إلى التعاون بين الجامعات السودانية والروسية، بجانب زيارة عدد من مدراء الجامعات السودانية لروسيا وما تقدمه روسيا من منح للسودان في مجال التعليم وزيادة فرص التدريب في المجالات المختلفة، الأمر الذي أسهم في تخريج كوادر سودانية مؤهلة قادت البلاد وستقوده في المستقبل بعد أن نهلت من معين لا ينضب وقال أن العلماء الروس لم يبخلوا بفكرهم وجهدهم في تأهيل وتطوير السودانيين طوال العقود الماضية.
وأكد محمد سعيد أن السودان يتطلع إلى التعاون مع كافة الدول الصديقة، لأخذ موقعه المستحق، آملاً بتطوير التعاون مع الدول كافة وبصفة خاصة مع روسيا، التي وقفت إلى جانب السودان إبان سنوات الحصار ومدته بقطع الغيار للطائرات والأجهزة الطبية والقمح، وقامت بتسليح الجيش السوداني في أصعب سنوات الحرب الأهلية مع المتمردين في جنوب السودان آنذاك، إضافة لتدريب وتأهيل السودانيين في مختلف المجالات.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن علاقات السودان وروسيا إمتدت لسنوات طويلة من التعاون المثمر الذي ساعد كثيراً في تحقيق الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي في البلدين وأضاف الخبراء أن العلاقات ستمتد إلى آفاق أرحب نظراً لجدية الطرفين في خلق علاقات يسودها الإحترام والمنافع المتبادلة. وهو ما سيكفل للمشاريع المشتركة النجاح لتوفر الثقة والمناخ الملائم للنجاح والتطور.
وأكد الخبراء أن الزيارة الأخيرة لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، رسمت الخطوط العريضة لمستقبل التعاون بين الخرطوم وموسكو، وقفزت بعدد من الملفات المهمة على الصعيد السياسي والإقتصادي إلى آفاق جديدة ستنعكس إيجاباً على مسار العلاقات وتعود بالنفع على شعبي البلدين. وقال الخبراء أن الحراك الذي أحدثه دقلو في ملف العلاقات السودانية الروسية ستستفيد منه الأجيال القادمة وسيشكل ملاذاً آمناً للسودانيين لعقود قادمة.