سياسة
الدعاية المقلوبة والاشاعة تجريف وبعثرة لأهداف الثورة السودانية
الدعاية المقلوبة والاشاعة تجريف وبعثرة لأهداف الثورة السودانية
الخرطوم: سودان بور
لاحظ مراقبون للوضع الانتقالي في السودان أن الإعلام السوداني في ظل ثورة ديسمبر أصبح مستهلك للمادة الإعلامية الموجهة بحرفية عالية ويقوم بإعادة تدويرها دون وعي عبر مختلف الوسائط ، مما زاد نسبة وحجم الإشاعات التي تستهدف أمن الوطن والمواطن وارتفاع حدة خطاب الكراهية والااستقطاب والمحاولات المستميته لزرع الفتنة القبلية ومحاولات توطين لمفاهيم غير واقعية وتقسيم المجتمع إلى مدنيين وعسكريين والطعن والتشكيك في جهود السلام.
وقال الخبير الإعلامي الدكتور أسامة سعيد، إن الشعب السوداني في ظل ثورة ديسمبر المجيدة، تعرض لمحاولات استهداف ممنهج عن طريق الدعاية الإعلامية وبث الإشاعات لخلق الفتنة وانحراف الشباب عن غاياتهم واهدافهم في تحسين الوضع المعيشي والبحث عن حياة أفضل.
وأشار إلى أنه في سبيل خلق تبعية وانقياد أعمى في عقول الشباب تم تعريضهم لحملات اسفيرية ممنهجة لتغذيتهم بمفاهيم تكرس للفتنة والتحريض على العنف ضد بعض المكونات المجتمعية والسياسية والقبلية، كما تم الاعتماد على مادة إعلامية مصنوعة في مطابخ خارجية غايتها الحفر عميقاً في غسل العقول وتغذيتها وفق أجندة مرسومة تتماشى مع منهج التفكيك والفوضى الخلاقة حتى يسهل ابتلاع الدولة.
واضاف سعيد بأن الإعلام القومي السوداني تعرض هو في هذا الخصوص إلى ضربات موجعة إصابته في مقتل، كان الغرض منها ضرب الاستقرار، كما حدث لمؤسسات الدولة الإعلامية الرسمية ومحاولات إخراجها من الخدمة كونها تعبر عن وحدة الشعب السوداني وتمثل احد ممسكات الوحدة الوطنية.
وشدد على أن أمن واستقرار السودان يكمن في تصحيح موقف الإعلام السوداني من التخبط وقهر الدولة وهدمها إلى الاضطلاع بدوره الحقيقي في توحيد السودانيين حول صورة ذهنية وطنية تسهم في رتق النسيج الاجتماعي، والتوجه نحو العمل والإنتاج، وتعمل على نزع عمليات التحكم في الرأي العام السوداني ورسم الصور الذهنية عن الغير.
ودعا الخبير إلى توطين المصدر الإعلامي، مشدداً على ضرورة التحقق من الأخبار المزيفة ومجهولة المصدر أو مصادر ذات غرض قائلاً “ومن لايملك إعلامه لايملك استقراره.”
وبالمقابل لا يختلف خبراء الإعلام، في درجة تأثر الإعلام السوداني بهذه الدعاية، حتى بدأ محاولات التأصيل للعنف في البلاد، بتشجيع الكراهية والبغضاء وسحل الآخر، والتصفيق والطرب لمن يقتل جنرالا كبيرا في الشرطة،وتبرير سحل رجل جيش ، على أنه عمل ثوري بهدف ترسيخ ثقافة القتل تحت دخان المظاهرات،مع العلم ان قتل الشرطي، قتل لامن المجتمع وهذه هي القاعدة تطبقها أمريكا وبريطانيا وفرنسا من يحاول قتل شرطي ولو بحجر يقتل.. ومن يحمل سكينا وغازا وحجارة ومولوتوف.. تحت ظلال مظاهرة سلمية، يحاسب.
ويجمع الخبراء على أنه لابد من أن يطلع الإعلام بدوره في قيادة الرأي العام لما يفيد الشعب وليس صب الزيت على النار من خلال الانقياد إلى قوالب إعلامية جاهزة، وبث اشاعات ودعاية مسمومة.
إن محاربة الكراهية وبث التسامح والعدالة التي تبناها الثوري نيلسون مانديلا، عبرت بجنوب أفريقيا إلى الشاطئ الآخر من الاستقرار والنهضة والرفاه، ومن أقواله “لا أحد يولد وهو يكره شخصآ آخر، لابد أن هؤلاء الناس تعلموا الكراهية،، فإذا كان في مقدورهم تعلم الكراهية فهذا يعني أن بإمكانهم تعلم الحب، فالحب أقرب إلى الفطرة من الكراهية” ، فهل يقتدي الإعلاميون السودانيون بمنهج مانديلا الإعلامي، الذي رفض أي أعمال انتقامية ضد الأقلية البيضاء وكان مثالاً عظيماً في التسامح والمصالحة وقد برهن بأنه بإمكان العدالة والتسامح التغلب على القسوة،وقيادة المجتمعات إلى التعافي والنهضة.