رياضة

رغم الجراحات والآلام … الاتّحاد السوداني يقود سفينة الكرة إلى بر الأمان

المشاركات الخارجية انتصارٌ للإرادة السودانية وتجنب مخاطر العقوبات الدولية

الخرطوم: سودان بور
يعيش الوطن العزيز، أوضاعاً مأساوية في ظل استمرار حرب 15 أبريل، حيث نزوح جل سكان العاصمة، بجانب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مِمّا كان له الأثر السالب في جميع مناحي الحياة وكل ما يتعلّق بإنسان السودان، حيث تفاقم الوضع إلى درجة خطيرة من الصُّعوبة، وما زال الوطن ينزف ويئن تحت ويلات القصف المدفعي ولهيب الطيران الحربي وقتل عدد كبير من المدنيين، وسط عتمة الظلام، كان هنالك نورٌ في آخر النفق متمثلاً بدور الرياضة في تهدئة الأوضاع ومنح إنسان السودان ولو جزءاً يسير من بسمة وبارقة أمل، بأنّ الوطن قادرٌ على أن يعود في القريب العاجل.

مُواصلة المشوار رغم جراحات الحرب

واجهت الكرة السودانية، ظروفٌ صعبة وفي غاية التعقيد بعد نشوب الحرب في الخرطوم، والجميع مُـواجهٌ بمشاركات خارجية مُهمّة، فكانت الشجاعة من قِبل قادة الاتّحاد العام، واتخاذ أصعب قرار بمواصلة المشوار وتحدي الصِّـعاب وتجاوز كل العقبات رغم جراحات وآلام الحرب، وتسامى الجميع فوق الجراح، وانخرط عقد رجال الاتّحاد في اتصالات متواصلة تكلّلت بالنجاح، وإنّ مواصلة المشوار قرارٌ يحفظ هيبة السودان مهما كانت التحديات.

صُقور الجديان على أعتاب نهائيات الكان

سَخّرَ الاتّحاد الرياضي السوداني، كافة علاقاته وإمكانياته الفكرية للمنتخبات الوطنية والاستفادة من جميع العلاقات الخارجية، حيث تَمّ تجميع كل المنتخبات في ظروف استثنائيّة، بدايةً بالتجمع داخل المدن السودانية التي تبعد عن الحروبات، فاستضافت مدن مدني، كسلا، أبو حمد وبورتسودان وغيرها من المدن، المعسكرات الأولية، ثم انطلقت تلك المنتخبات على المعسكرات الخارجية، فكان الالتفاف الكبير من جميع الجاليات الخارجية، والجميع يدرك أهمية تواجد منتخبات السودان على المُستوى الدولي، فكان ثمار ذلك برونزية البطولة العربية للمنتخبات الأولمبية، واقتراب صُقور الجديان من التحليق في نهائيات الكان، حيث يحتاج المنتخب للانتصار على الكونغو الديمقراطية من أجل تحقيق حُلم التواجد في نهائيات السنغال.

نجاحٌ كبيرٌ للعلاقات الخارجية

وضح من خلال الوضع الراهن أنّ الاتّحاد الرياضي السوداني الحالي يتمتّـع بعلاقات خارجية مُميّزة مع الاتّحادات الصديقة عربية كانت أو أفريقية، بدليل أداء الأندية السودانية لمبارياتها الأفريقية دون مُعاناة، فشكراً الاتّحاد المغربي، الاتّحاد الإثيوبي، الاتّحاد الرواندي والاتّحاد العراقي، والشكر أجزله للاتحاد السعودي الشقيق، الذي احتضن معسكر صُقور الجديان ومازال يحتضن معسكر المنتخب الأولمبي، وهذا إن دل إنما يدل على مكانة الاتّحاد السوداني بين الاتّحادات الخارجية.

السودان يتجنّب العقوبات الدولية

تواجد المُنتخبات الوطنية السودانية والأندية المشاركة أفريقياً في المحافل الدولية، جنّب السودان العقوبات الدولية من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالاتحاد السوداني نفّـذ البرنامج كاملاً دون الإخلال ببرمجة المنافسات، بالرغم من الظروف التي يعلمها الجميع، وهذا الانضباط والالتزام أكّـدا للعالم أجمع بأنّ السودان وطنٌ عملاقٌ قادرٌ على تجاوز الصِّـعاب، وأنّ العقوبات لن تطال الرياضة السودانية مُستقبلاً.

التحية لقادة الاتحاد الرياضي السوداني

بذل قادة الاتحاد الرياضي السوداني، مجهودات مُقدّرة من أجل تجاوز مرحلة الصِّـعاب، فكان لهم ما أرادوا، حيث انخرط الجميع في تفعيل العلاقات الخاصة وتسخير كل الخبرات الإدارية التراكمية لمصلحة الوطن، حيث أمّـن رجال الاتّحاد معسكرات مُريحة للمنتخبات الوطنية أثمرت عن ارتياح كبير للقبيلة الرياضية، بجانب تهيئه أجواء مثالية للأندية المُشاركة أفريقياً في أداء مهمتها على الوجه الأكمل، وأدّى فريق حيدوب النهود مباراته في إثيوبيا، والمريخ خاض مباراة التمهيدي في العاصمة الرواندية كيجالي، ويرابط الهلال بدولة المغرب، وهذه النجاحات جميعها نتجت عن مجهودات كبيرة من قِبل قادة الاتّحاد الرياضي السوداني الرائد في مجال التعاون الخارجي، كما أنّ انفتاح وأريحية تعامل أهل الرياضة في السودان انعكست على التجاوب الكبير من قِبل الاتّحادات الأخرى في مد يد العون للاتّحاد السوداني، خاصةً وأنّ قادة الاتّحاد الرياضي السوداني لها يد طولى على كافة الأصعدة عربية كانت أو أفريقية.. فالتحية والتقدير لرجال الاتّحاد العام.

القتال في المُستطيل الأخضر دفاعاً عن شرف الوطن

تَـدُور معارك طاحنة في العاصمة الخرطوم، حيث يُقاتل جنود السودان بشراسة من أجل دحر التمرُّد واستعادة الأمن والأمان للبلاد.
وفي المقابل، فإنّ نجوم كرة القدم يُقاتلون من أجل رفعة السودان خارجياً، فالجميع يسكب العرق داخل المستطيل الأخضر دفاعاً عن شرف الوطن وإعلاء شعار السودان خارجياً وإسعاد الشعب السوداني في ظل هذه الظروف، فالإنتصار حليف شعب السودان لا محالة.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق