سياسة
حميدتي يمهد طريق تطبيع العلاقات مع دول الجوار
الخرطوم: سودان بور
كشفت مصادر سودانية عن وصول وفد أريتري إلى السودان للقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وذكرت المصادر أن وزير الخارجية الأريتري عثمان صالح، ومستشار الرئيس الأريتري للشؤون السياسية يماني قبراب، وصلا الخرطوم في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً، لتسليم رسالة مكتوبة من الرئيس أسياس أفورقي إلى البرهان.
وأشارت المصادر إلى أن الرسالة تتعلق بالتوترات بين السودان وإثيوبيا بشأن ملف الحدود، والوضع في إقليم تيجراي إلى جانب الأزمة السياسية داخل السودان وبالتحديد أزمة ملف شرق السودان الذي يجاور أريتريا. ووفقاً للمصادر، يناقش الإجتماع التنسيق بين البلدين في القضايا ذات الإهتمام المشترك على المحيطين الإقليمي والدولي.
وتعليقاً على زيارة الوفد الأريتري للخرطوم قال المحلل السياسي محمد سعيد أن الوفد سيبحث أزمة شرق السودان التي لعب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) دوراً بارزاً في إنهائها مما حقق الأمن والإستقرار في الإقليم وساهم في إستقرار الإقتصاد السوداني بعد حل أزمة الموانئ وإغلاق الطرق ووقف التوترات القبلية.
وأشار محمد إلى الإختراق اللافت في مسار العلاقات بين السودان وإثيوبيا الذي حققه حميدتي إبان زيارته إلى أديس أبابا، والتي تم إستقباله فيها بإهتمام متعاظم. وأثمرت المباحثات بين حميدتي وآبي أحمد عن الإفراج عن عدد من المعتقلين في السجون الإثيوبية ووقف العدائيات على الشريط الحدودي، إلى جانب بحث فتح المعابر الحدودية لتنشيط الحركة التجارية بين البلدين.
وأكد محمد أزلية العلاقات بين الشعب السوداني والشعب الإثيوبي والأريتري. مؤكداً أن الدول الثلاث تجمعها كثير من الروابط المشتركة بل تم الإندماج إجتماعياً وصاروا أشبه بالشعب الواحد الموزع في دوائر جغرافية. وقال محمد أن خلافات تلك البلدان سرعان ما تذوب بفعل التفاهم الكبير والتنسيق الجيد بين من يمسكون بالملفات وسرعان ما يجدون الحلول لأية عقبة تعترض مسار العلاقات الجيدة.
من جانبهم أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الحراك الكبير لنائب رئيس مجلس السيادة وزياراته لدول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد ومصر وغيرها أسهم بصورة كبيرة في تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع تلك الدول وحلحلة الكثير من الملفات والقضايا الشائكة. وإستعرض الخبراء أدوار حميدتي في تطبيع العلاقات مع جنوب السودان وتشاد عبر تنشيط الحركة التجارية وتحريك ملفات سياسية وأمنية ساعدت على إستقرار الإقليم.
وأكد الخبراء أن علاقات السودان مع دول الجوار تستند على إبداء حسن النوايا والمرونة الكبيرة في إدارة الملفات العالقة. وهو ما يحتاج إلى شخصية ذات كاريزما خاصة توفرت في شخص نائب رئيس مجلس السيادة، مما أدى إلى تحقيق نجاحات كبيرة خلال زياراته إلى تلك الدول. مشيرين إلى أن السلم والأمن الأفريقي والإقليمي يعتبر من أبرز الأجندة ويحظى بإهتمام متعاظم، لما يمثله السودان وبقية دول المنطقة من أهمية قصوى لتحقيق الإستقرار والأمن الإقتصادي والسياسي العالمي.