إقتصاد
ديفيد بيزلي في الخرطوم .. مطالب بإنسياب المساعدات بعيداً عن التطورات السياسية
الخرطوم: سودان بور
إبتدر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، زيارة رسمية إلى الخرطوم بلقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومن المنتظر أن يلتقي بنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو عقب عودته من زيارة رسمية إلى جمهورية غينيا بيساو. وقال بيزلي خلال اللقاء مع البرهان أن زيارة الوفد للخرطوم تأتي في إطار مساعدة الشعب السوداني لتجاوز الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها، مشيراً لما يذخر به السودان من إمكانيات هائلة تجعله يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي ومساعدة بقية دول العالم.
وظهر إسم ديفيد بيزلي في الساحة السياسية السودانية بقوة خلال زيارة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك إلى كاودا للقاء رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو. وشوهد بيزلي يومها على المنصة الرئيسية للإحتفال، ليتكرر المشهد ذاته في جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، حين وقف إلى جانب كل من البرهان وعبد العزيز الحلو، وسط تأكيدات بأن الرجل لعب دوراً محورياً في إتفاق المبادئ الموقع بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية شمال. كما ظهر بيزلي في الصور التي ألتقطت لتوقيع حمدوك والحلو على إتفاق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 4 سبتمبر من العام 2020م.
وفي لقاءات سابقة مع البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو أكد ديفيد بيزلي أن برنامج الأغذية العالمي يعمل في كل مناطق السودان، ويقدم مساعداته للشرائح المحتاجة بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية، وتوجهاتهم السياسية وإنتماءاتهم الدينية. وقال أن المهمة لا يمكن أن تتم عبر منظمات الأمم المتحدة لوحدها، وإنما بمشاركة ومساهمة القطاع الخاص ودعمه بما يمكنه من القيام بدوره في تأمين الغذاء. وأشار بيزلي إلى أن زياراته للبلاد تأتي في إطار تحديد أولويات عمل البرنامح في الفترة المقبلة، واعداً بتقديم المساعدات الغذائية لمستحقي الدعم في كافة أنحاء السودان.
من جانبها قالت الباحثة والمهتمة بالشؤون الدولية رفيدة الشيخ أن الدعم الدولي المقدم للشعب السوداني توقف بعد قرارات 25 أكتوبر، ولم يلتزم المجتمع الدولي بتعهداته تجاه السودانيين، مما يشير إلى أن الدعم كان مرتبطاً بالأجواء والمواقف السياسية. وطالبت رفيدة المجتمع الدولي بعدم ربط الدعم للشعب السوداني بالتطورات السياسية الجارية في السودان، وترك الحديث عن الوعود المستمرة بدون نتائج، وتقديم الدعم بصورة مباشرة للسودانيين في ظل هذا الظرف الدقيق والحساس الذي تمر به البلاد.
وأكدت الباحثة رفيدة أن السودان يستشرف مرحلة سياسية جديدة بعد التوافق على الإتفاق الإطاري، مشيرة إلى أن زيارات المبعوثين الدوليين ومدراء مخابرات عدد من الدول، توحي بأن الأمور تمضي نحو النهايات. ونبهت رفيدة إلى أن هناك مجتمعات تحتاج بشدة إلى الدعم المحلي والدولي، ويجب أن لا يرتبط إنسياب المساعدات لها بما يدور في المشهد السياسي. وأضافت: (هناك فئات لا يعنيها من يحكم البلاد لأنها تبحث عن قوت يومها، ولا تجد وقتاً لمتابعة المشاكسات السياسية، والتماطل في الوفاء بالوعود والعهود).