رأي
أحمد حسين في نافذة امان يكتب: لن نصلح واقعنا بدون إصلاح أخلاقنا”
بقلم: أحمد حسين
مضى شهر رمضان المبارك ومضت معه الأشياء الجميلة التي كانت تظللنا مع نفحاته الكريمة؛ وبالرغم من الأجواء السياسية التي تعيشها بلادنا استطاع رمضان بقوة الله أن يجعلنا أيضا نصوم عن بعض “سفاسف” الامور كان نمسك من الإساءة لبعضنا او ان تقذف الآخرين في اشياء من أمور الدنيا.
ولكن كأننا كنا ننتظر انقضاء الايام المباركات حتى نعود إلى ما كنا عليه من وضع سابق في اعتقادي أن أغلب السودانيين السويين لا يريدون له أن يسود وهو مادرجنا عليه منذ حلول ثورة ديسمبر على ظهرانينا
ما جعلني أكتب ذلك أخوتي الأفاضل ما قرأته بأم عيني الأيام الماضية من سباب وشتم وقذف لبعضنا البعض في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بين المختلفين في الرأي السياسي في بلادي.
والله اضطلعت على كلمات كتبت في الوسائط لو مزجت بماء البحر لسودته من قباحتها ودناءتها؛ كلمات لايجدر بأن يتخاطب بها أعضاء في مجموعة في واتساب- مثلا – هذه الكلمات تدلل بما لايدع مجالا للشك ان قائلها وصل مرحلة من الإفلاس الكامل في كل شيء.
أيضا بعد انقضاء رمضان المبارك رجع السودانيين لممارسة مايسمى الفجور فى الخصومة وهي إحدى صفات المنافق ” إذا خاصم فجر” ابتعدنا جدا عن انتهاج السلوك القويم وأدب الخلاف وإحسان الظن، وأصبح همنا التربص بالآخرين حتى وان كان هؤلاء “الآخرين” أبرياء من الذنب المنسوب إليهم “كبراءة الدم من إبن يعقوب” .
ولكنني اقول معتقدا جازما “لن نصلح السياسة اذا لم نصلح أخلاقنا”؛ ان كان الخلاف سياسيا فلابد أن يعالج بحكمة وفهم عميق وباخلاق وأدب وحياء لانه ما انتزع الحياء من شيء إلا شانه كما قال رسونا الكريم.
ان كنتم تتحدثون عن إصلاح سياسي في السودان بدون إصلاح أخلاقي فكانكم تحرثون في البحر؛ بان القاعدة الفقهية واضحة ” كيفما تكونوا يول عليكم” أو كما قال رسونا الكريم.
ما أراه من جدل في مواقع التواصل الاجتماعي لايجلب إلا الدمار الشامل والخراب لشباب السودان لأنه أشبه بالجدل البيزنطي كما يقولون لايقدمنا للامام قيد أنملة بل على العكس ربنا يثير فينا الحقد والكراهية والنعرات القبلية التي توشك أن تهلكنا جميعا.
كتبت هذا المقال ولست بافضلكم سلوكا ولا معاملة ولكن من باب الناصح فيما بيننا عسى الله أن يغير واقعنا السياسي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي للأفضل.
ومن عجب فإن الإعلام السوداني يلعب دورا كبيرا في هذا الصدد بنشره لما يتم بين الخصوم على الملأ؛ الإعلام في رأيي يجب أن يكون ناشرا للفضيلة بين الناس لا إلى الفتنة والتبشير بها.
الواقع السياسي بالبلاد لايبشر بخير اذا استمر التعامل معه بأسلوب التخوين و”المع والضد” اذا أردنا الإصلاح حقيقة فعلينا الجلوس أرضا بكل أنماط تفكيرنا ومعتقدنا واتجاهتنا السياسية والفكرية والثقافية مستصحبين معنا أدب الخلاف فيما بيننا؛ والغفران لمن أخطأ منا مادمنا بشرا نصيب ونخطئ فالله جل جلاله يغفر لعباده المسيئ فلماذا لانفغر نحن البشر لبعضنا البعض.
المشكل السياسي في السودان يدار بمنظور ثقافي يجب تغييره عاجلا ان كنا ننتظر سودانا ووطنا في المستقبل.