سياسة

ضرورة الحوار رغم اتهام القوي السياسية بتفخيخ خطاب البرهان!

الخرطوم: سودان بور
اثار خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي اذاعه للامة السودانية بخصوص الازمة السودانية الكثير من ردود الافعال والتي اغلبها ذهبت للتشكيك حول النوايا والدوافع والاغراض! وسط دعوات كثيرة من رموز وقيادات للتعاطي الايجابي مع الخطاب! ومنها دعوة عضو مجلس السيادة
الهادي ادريس لضرورة الحوار معتبرا انه لابديل للحوار سوى الحرب كما هو بعتبر الطريق الوحيد لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق والتشرزم والتفكيك!
يعتقد المراقبون انه مهما اعتبر البعض خطاب “البرهان” احد اكثر الخطابات تفخيخا في الساحة السياسية التي قيلت مؤخرا الا ان السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه بقوة الآن ما هو البديل للحوار كأداة للوصول الي معالجة الازمة السياسية بالبلاد خاصة وان السياسة لا تتعامل بالنوايا وهناك طرح مقدم من قيادة الجيش فعلي الاخرين التعامل بمسؤولية امامه؛ خاصة وان كل القضايا محل الخلاف قابلة للنقاش والتفاوض حولها حتي تشكيل المجلس الاعلي للدفاع وتبعية وزارات المنظومة الامنية للحكومة المدنية!وينبغي الانخراط في الحوار بشمولية لمناقشة كل القضايا والخروج برؤية موحدة للنظر في امر حضور العسكر في الحكومة
هنالك خشية كبيرة من ضياع الفرصة وتفويتها لمعالجة الازمة ومدعاة لعض اصابع الندم فيما بعد؛ كما حدث سابقا بعد تضييع سانحة الاتفاق الاطاري مابين البرهان وحمدوك! ومعلوم في النهاية انه لابد من الحوار الذي يستند علي اسس وقواعد؛ خاصة و ان خطاب البرهان مهما قيل فيه الا انه يبقي خطوة ايجابية نحو فك الاختناق السياسي الذي بكتم انفاس الساحة السياسية! فهل تكون القوى السياسية علي قدر المسؤولية وذات ارادة حقيقية لاعمل من أجل الازمة السياسية بالبلاد؟
ويرى الخبراء علي القوى السياسية الفاعلة ان تغتنم الفرصة دون ادعاء بمناصرة الغرب و امريكا التي طالما ادعت مناصرتها لها في صراعها السياسي واظلت تستغوي بها علي بقية التيارات في الساحة المحلية لانه يستحيل علي امريكا والغرب التفريط في مصالحها في السودان من اجل احزاب اثبتت فشلها من قبل خاصة وان الاتجاه العالمي بعد الازمة العملية الروسية في اوكرانيا هو للاستقرار وليس للتفاصيل المنهكة في دول العالم الاخرى! فقد اصبحت امريكا والعالم الغربي مهموما بالانشغال بتداعيات الحرب الروسية جومضاعفاتها في نقص الموارد سواء في الحبوب والنفط والغاز! لكل ذلك اصبحت امريكا والدول الفاعلة مهتمة باطفاء الحرائق واستقرار المنطقة من تحقيق تفاصيل الشعوب! وميالة لادارة التعامل مع الواقع بعد اجراء بعض التحسينات الشكلية مراعاة للحساسية الاخلاقية لدي العالم دون الغوص عميقا في حقائق الاشياء! فهل تعي القوى السياسية الدرس قبل فوات الاوان؟!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق