رأي

عرفة صالح يكتب: صديق البادي الذى عرفته

بقلم: عرفة صالح
كثير منا لم يعرف صديق بادي الرجل الامة و القامة الذي نذر نفسه للكتابة وتأليف عناوين الكتب الجديدة ، برغم الظروف الصعبة الى تعيشها البلاد فلن تلين عزيمته بغية تحقيق أهدافه التى يؤمن بها ،فهو لا ينظر للماديات ولا الخسائر التى يتعرض لها
وصديق مسيرة عطاء متجددة ومصنع إنتاج لتأليف الكتب على مر الزمان ،فهو من الذين يؤمنون بأهمية المعرفة الانسانية والتاريخية والتوثيقية لحركة المجتمع والحركة السياسية منذ زمن بعيد ،فظل في حالة تأهب واستعداد مستمر لاجل اصدار عنوان جديد يرفد به المكتبة الثقافية بالبلاد
وصديق مكتبة ومعرفة متحركة وسط مكونات المجتمع الثقافية وأماكن أنشطتها المختلفة ودور الصحف السيارة اليومية يحمل معه مقال يود ان ينشرها في الصحيفة دون عائد مادي في زمن يتقاتل فيه الجميع الا من رحم ربه من اجل الحصول على المال وباي وسيلة
وصديق رجل كرس كل حياته لاجل انتاج عنوان جديد يرى فيه نفسه من خلال الأفكار التى يسطرها من خلال الصفحات ،فهذا الرجل يتمتع بروح عالية من التفاني وبصبر قلما تجده في انسان ، فهو يبذل قصارى جهده لتحقيق فكرة بسيطة يؤمن بها ويعتقد انها يمكن أن تكون مفيدة وتصير خارطة طريق في مستقبل الأيام لانسان اخر يستطيع ان يحقق بها أهدافه وطموحه فتجده يتعارك مع ظروف الحياة ومستجداتها وصولا لمبتغاه
وصديق الذى عرفته ينظر للحياة بمنظار مختلف يرتكز عليه بالمعرفة وكسب معلومات جديدة تعينه في مولود جديد يضيفه الى العناوين التى أصدرها سابقا والتى تجاوزت الـ20 اصداره حوت عناوين مختلفة بجانب التوثيق لقيادات الحركة الوطنية والشخصيات العامة التى لعبت دورا بارزا في مسيرة الوطن الحافلة بالمواقف الوطنية
وصديق بادي مواطن عادي وبسيط يتحرك وسط شوارع الجرائد بكل اريحية و يصرف من جيبه الخاص لا ينتظر جهة او مؤسسة تمده او تعينه لتمويل إنتاج كتاب جديد في بإرادته القوية واعتداده بنفسه و شكيمته يمضي بكل ثقة وثبات وقوة لاكمال مابداه وان كلفه الامر بيع قطعة من أملاكه
ان أمثال صديق بادي يجب يكرموا من الجهات الرسمية لان ما قدمه للوطن عبر اصدار العديد من العناوين لم تنتجه مؤسسة من مؤسسات البلد وهو يعتمد على إمكانياته وموارده الذاتية التى استطاع عبرها ان يحجز له مكانة مرموقة وسط المكتبة الوطنية السودانية ،اذن من باب أولى ان يكرم وتفرد له مساحة لدراسة ما أنتجه وماصدره للمكتبة السودانية فهذا الرجل لم توقفه متغيرات الحياة ولا الظروف الاقتصادية الطاحنة التى عرقلت مسير الكثيرين ، ولكن صديق ظل في حالة تأهب وبحث دائم ونشاط متواصل لأجل تحقيق أهدافه التى ينشدها ،فصديق رجل يستحق الاحترام والتقدير وان ترفع له القبعة عالية فبهدوءه وأدبه الجم أنجز ما لم تنجزه مؤسسات ثقافية لها صيت وصوت عال في المحفل الإبداعي ،كل التوفيق له في مسيرته المعطاءة التي ستكون محفورة في ذاكرة الوطن وإرث معرفي يتوارثه جيل بعد جيل
فصديق مجموعة من الأشياء الجميلة وتراكم معرفي لاتدركه الا عندما تحتك معة وتدير مع حوار متعدد الأهداف

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق