رأي
خالد فضل السيد يكتب في آخر العلاج: التفاوض المفخخ
آخر العلاج
التفاوض المفخخ
خالد فضل السيد
الانتصارات العسكرية التي ظلت تحققها هذه الايام القوات المسلحة وقوات جهاز الامن والمخابرات العامة وقوات الشرطة وقوات العمل الخاص والمقاومة الشعبية ومعاشي القوات النظامية بمختلف مسمياتها علي قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها في مختلف المناطق والمحاور عكست مدي تخوف وانزعاج قيادات هذه المليشيا المتمردة والدول الداعمة لها وانصارهم من السياسيين بائعي الذمم الذين يريدون العودة للحكم علي حساب جماجم المواطنيين . هذه الانتصارات التي تحققت جعلت تلك الدوائر والدول الداعمة للتمرد تتحرك وتفكر بجدية في خطط بديلة لانقاذ هذه المليشيا من الفناء ومحاولة ايجاد موطن قدم لها فلجات الي حيلة التفاوض المفخخ الذي اصبحت تنادي بالرجوع اليه عبر ضغط مجلس الامن الدولي والدول المساندة لهم بعد ظهور علاملات الانهزام والتقهقر لهذه المليشيا ومرتزقتهم في ساحات القتال وفي مختلف المحاور والجبهات .
توقيت ايقاف القتال والعودة للتفاوض هذه الأيام امر يدعو للدهشة والشكوك خصوصا وان هذه المبادرة تاتي في التوقيت الذي تتقدم فيه القوات المسلحة في مسارح العمليات المختلفة وقد انكشف زيف تلك المبادرة والتي تاتي بغرض وقف هذه الانتصارات واتاحة الفرصة للقوات المتمردة بالتقاط الانفاس وتجميع الصفوف وجلب السلاح والمعدات والمرتزقة الذين فقدتهم في المعارك.
بالتاكيد هذا المخطط الاستخباراتي الخبيث لايفوت علي فطنة قيادة القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن والمخابرات العامة وقيادات المقاومة الشعبية والقوات النظامية الاخري الذين يدركون ذلك تماما .
نأمل من القيادة العليا للقوات المسلحة
عدم الاستماع لتلك النداءت الان في ظل تقدم القوات المسلحة في الميدان ومواصلة القتال بقوة لدحر وحسم هذا التمرد نهائيا وعدم اعطاؤه فرصة ليلتقط انفاسه .
هذه المفاوضات المفخخة التي تلهث خلفها الدول الداعمة للمليشيا تخدم في المقام الاول اجندة التمرد وليس الوطن او القوات المسلحة كما يدعون فهم عبر هذا التفاوض وبلا خجل يريدون وضع موطن قدم لهم في التشكيل الحكومي القادم وتناسوا افعالهم القذرة ضد الوطن والمواطن والتي تتنافي مع الدين والاخلاق والقيم والمواثيق الدولية وحقوق الانسان فما عجزوا من تحقيقه عبر السلاح وفي الميدان يريدنه عبر التفاوض .
الحل في هذه المرحلة يكمن في دحر وحسم هذه المليشيا عسكريا وليس بالتفاوض او ايقاف القتال لمنحها فرصة اخري للعودة الي الساحة فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ويكفي ان الشعب السوداني الان يقف في خندق واحد مع القوات المسلحة لحسم هذا التمرد ويتابع هذه الانتصارات وهو يهلل ويكبر منتشيا وسعيدا .
المواطنيين الان اصبحوا ينتظرون بشريات النصر بفارغ الصبر والذي فاق حد الصبر حتي يعودوا الي ديارهم بعد عام كامل من التشرد واللجوء والذلة التي تذوقوها جراء هذه الحرب اللعينة.