سياسة

السفير الأمريكي يصل السودان.. هل تتغير طريقة واشنطن أم تستمر الوعود الكاذبة

الخرطوم: سودان بور
وصل إلى العاصمة الخرطوم الأربعاء السفير الأمريكي جون غودفري. وأعرب غودفري في تغريدة عن سعادته بالوصول الي السودان .
مضيفاً أنه يتطلع إلى تعميق العلاقات بين الأمريكيين والسودانيين ودعم تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة والانتقال إلى الديمقراطية.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان ، غودفري وصل ليكون أول سفير للولايات المتحدة في السودان منذ ما يقرب 25 عامًا.
وأضافت السفارة: سيعمل السفير جودفري، وبصفته ممثلاً بارزًا للحكومة الأمريكية على تعزيز العلاقات بين الشعبين الأمريكي والسوداني ودعم تطلعاتهم إلى الحرية والسلام والعدالة والانتقال الديمقراطي.
كما انه يتطلع إلى النهوض بالأولويات المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي”.
تغيير المنهج
وتساءل عدد من الخبراء عن هل ترفيع التمثيل الي درجة السفير سيصاحبه تغيير في منهج وطريقة تعامل واشنطن مع الخرطوم وقال الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي انه لابد من الوقوف عند التطور هل هو خطوة حقيقية للتطبيع ومغازلة المكون العسكري أم ستستمر الوعود الكاذبة والتدخلات الضارة في الشأن السوداني. وقال التجاني ان واشنطن عرفت بتاريخ طويل من الأكاذيب ولا يتوقع الشارع السوداني منهج مختلف منها بالقياس مع وعودها وتجاربها مع دول عديدة ومع السودان نفسه .
وقال التجاني على واشنطن اثبات حسن النوايا ودعم السودان لا دعم أحزاب وناشطين وفئات محددة لايرغب فيها الشعب السوداني وقال إن حديث واشنطن عن دعم التحول الديمقراطي يجب أن يكون صادقاً ومعبراً عن إرادة الشارع السوداني وليس دعماً لمجموعات موالية لها.

ترحيب
بدوره أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، عن ترحيبه بتعيين امريكا سفير لها بالسودان، ووصف الخطوة بأنها إيجابية لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، وإعلان أمريكي بتطبيع العلاقات مع السودان.
وأكد الأستاذ محمد المعتصم حاكم القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن التمثيل الدبلوماسى ظل قائماً على مستوى القائم بالأعمال، وكانت مهمته لا تتجاوز الأعراف الدبلوماسية دون مساعدات أو تبادل تجاري او حتى المشاورات الثنائية حول ما يجري في العالم من احداث وبالمثل وبنفس عدم التعاون كان للسودان قائم بالاعمال منذ عام 1990 الي ان تم تعيين أول سفير له وهو السفير نور الدين ساتي بعد الثورة .
وأكد حاكم ، ان مصالح امريكا في السودان، اكثر بكثير من مصالح السودان في امريكا، فالسودان يحارب الإرهاب الذي يهدد المصالح الامريكية بكل اشكاله ، كما ان السودان غني بموارده الاقتصادية وقال إن امريكا في حاجة ماسة للموارد التي يمتلكها السودان خاصة البترول والغاز الذي تعلم امريكا حجمه في مناطق نفوذ السودان في البحر الأحمر وهناك أيضا اليورانيوم في دارفور وفوق كل ذلك امريكا تخشي من التغلغل الروسي في أفريقيا عبر السودان
واضاف حاكم: ان الأولوية لأمريكا محاربة الإرهاب ، بينما الأولوية للسودان ان تدعم امريكا استقراره وتشجع الحوار السوداني السوداني وتقدم الدعم الاقتصادي خاصة الوقود والقمح والمستلزمات الطبية والمنح الدراسية.
ونوه حاكم الي ان الخطوة الامريكية بتعيين سفير بالخرطوم، تشجع المتردين الرافضين للحوار السوداني والذين اعتقدوا ان امريكا ستقف معهم، إلا انهم فوجئوا بالموقف الامريكي وبالتالي عليهم الآن الانخراط الفوري في الحوار الوطني دون اَي اعتماد علي قوى خارجية وبدون اَي إقصاء او استثناء، إلا الذين اجرموا في حق الشعب ويواجهون محاكامات في قضايا جنائية .
تجارب صادمة وانعدام ثقة
وفي السياق قال الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم ان لأمريكا تجارب صادمة مع السودان وقال هنالك حالة من انعدام الثقة ليس فقط من المؤسسة العسكرية التي استهدفتها واشنطن لإضعافها والسيطرة على السودان بل من الشعب السوداني الذي تضرر من الحصار والعقوبات الآحادية الأمريكية والتحريض على عدم التعامل معه ونبه إلى أنه لابد من إثبات تغيير حقيقي في التعامل بين البلدين بدلاً عن الأكاذيب المستمرة منذ عقود وقال لابد من الندية والإحترام والمصالح المتبادلة وليس السيطرة والإملاءات مشيراً الى دول تتعامل مع السودان باحترام مثل روسيا والصين وغيرها.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق