سياسة
أخيراً : قحت بين مطرقة حكومة الكفاءات وسندان التخلي عن اللاءات
الخرطوم: سودان بور
اخيراً وافقت قوى الحرية والتغيير بالخروج من دائرة المناورة السياسية بعد ان ملئت فضاء الخرطوم باللاءات الثلاث والجلوس مع المكون العسكري وقبول مقترح تكوين حكومة كفاءات مستقلة، من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي.
ويتسأل الشارع السوداني عن الإسباب التي دفعت قوى الحرية والتغييرتتخلى عن اللاءات الثلاث بين عشية وضحاها وتهرول للجلوس مع المكون العسكري بالرغم من استخدام كافة أدوات المراوغة السياسية لمدة سبعة اشهر من اللف والدوران عرقلت حياة المواطنين ومؤسسات الدولة، دون مراعاة لمعاناة الشعب السوداني، وفجأة توافق على مقترح المكون العسكري بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة .
ويرى الخبراء ان “قحت” بعد قرارات 25 إكتوبر الماضي بدأت تتصرف كأنها المتحدث بإسم الشعب وتصر على تشكيل حكومة انتقالية بنفسها، أو لا تشكل، تسويق نفسها بانها الحريصة على حكومة ذات مصداقية مدنية، بالرغم من انها تعلم بان الظروف التي تمر بها البلاد لا تحتمل الأبقاء على حكومة تصريف الأعمال وان الحاجة ملحة لتأليف حكومة كاملة الأوصاف للخروج البلاد من الإنسداد السياسي .
يؤكد الخبراء ان تداعيات اللقاء المباشر بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكرى بدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي والسفير السعودى بالخرطوم على بن حسن بن جعفر وضعت قحت بين المطرقة التخلي عن اللاءات الثلاث وسندان قبول تشكيل حكومة كفاءات مستقلة التي نادت بها المؤسسة العسكرية قبل قرارات 25 إكتوبر الماضي .
يقول الخبراء ان “قحت” تدرك سلفا بانها تقف على باطل من أمرها وان ما تطالب بها مستحيلة وكانت تظن ان الظروف المحلية والدولية مواتية لها لفرض شروطها لعزل المكون العسكري من السلطة فيما تبقت من الفترة الانتقالية ولكن الجبهة الثورية السودانية والقوى الوطنية الحية والشارع السوداني رفض ابتزاز “قحت ” ان تدير البلاد بدفتر الشروط والأجندة الغربية .
واعرب المراقبون ان ما ذهبت لها قحت بالموافقة على إنشاء مجلس الأمن والدفاع يسند له كل المهام الخاص بالجانب العسكري هو مطلب منصوص في اتفاق جوبا لسلام السودان ولم يكن جديدا، ولكن قحت حينما علمت ان الحوار السوداني – السوداني سيمضي إلى نهاياتها وتجد نفسها خارج السلطة تخلت عن اللاءات الثلاث وابلغت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي قبل مغادرتها للخرطوم تمسكها بالوساطة الأمريكية واستعدادها لاستئناف اللقاءغير المباشر مع المكون العسكري.