رأي

حيدر التوم خليفة يكتب: الإمارات .. ضربني وبكى وسبقني وإشتكي إن قُصِف (المقر السابق) لسفيركم فهذه بضاعتكم ردت إليكم

الإمارات .. ضربني وبكى وسبقني وإشتكي

إن قُصِف (المقر السابق) لسفيركم فهذه بضاعتكم ردت إليكم …

*حيدر التوم خليفة*

في حالة نحيبية عويلية إدعت الإمارات أن الجيش السوداني قصف (المقر السابق) لسفيرها بالخرطوم  ، والجيش ينفي في بيان غاضب ويقول بأنه لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية ، وإنما *يستهدف أماكن تواجد قوات التمرد* ، وهذا الأمر يحتاج مننا إلى تبيين الاتي ..

… واضح ان الامارات تريد إثارة *ضجة دبلوماسية تتجاوز به مأزق حصارها* ، ومآلات الدعاوى ضدها بدعم التمرد ، والانفلات من الاتهامات التي طالتها حتى من مخدمها الأمريكي ، علماً بان الإمارات ليست أكثر من دولة وظيفية تعمل لصالح أمريكا ، وترفع عنها الحرج في كثير من عملياتها القذارة ..

… وواضح ايضا انها تعمل على خلق رأي عالمي مضاد يبرر لها تدخلها المفضوح في الشأن السوداني ، والذي سبق وعبرت عنه إحدى المخبولات في لقاء تلفزيوني وقولها  : *بأنهم يتدخلون في السودان حماية لمصالحهم وإستثماراتهم ، كأنما التدخل هو احدي شروط استثماراتهم في السودان* ، ولكن هل يستطيعون تطبيق هذا الادعاء على مصر ، والتي تبلغ استثماراتهم فيها مئات الأضعاف حجمها في السودان ، وهو منطق غريب ، لأنه لو طُبق هذا التبرير عليها *لاحتلت الهند وإيران والمافيا الإيطالية كل الإمارات بحكم انهم أكبر الملاك للعقار والمؤسسات المالية والشركات التجارية فيها* .. وقد استجابت بعض الدول الواقعة تحت الوصاية الإماراتية مثل *الأردن* لهذا الأمر ، *ومثّلت دور النائحة المستأجرة* وأصدرت بيان إدانة خجول للاعتداء ، رغما عن علمها بأن هناك مئات الآلاف من منازل المواطنين والمقار العامة وممتلكات الناس تم تدميرها ، وشُرِد أكثر من عشرين مليونا من السكان ، وقُتل الأطفال ، وأغتصبت الحرائر ، كل ذلك بالسلاح والمال والدعم الإماراتي ، ولكننا لم نسمع منهم مجرد آهة او كلمة تضامن واحدة مع هؤلاء الضحايا ..

… ونقولها مسبقاً لكل من يقبض الثمن ويصطف مع الإمارات في إدعائها وعدوانها المُسبب عندها بحماية إستثماراتها ، نقول لهم تريثوا فإن القصف والتدمير طال حتي القصر الجمهوري ، رمز السيادة السودانية ، وطال مبنى رئاسة الوزراء مقر الحكومة ، كما شمل إعتداء قوات الدعم كل السفارات ومقار البعثات الدبلوماسية وتم نهبها بلا إستثناء  …

… ونذكرهم بإن السفارة ومقر السفير بالعاصمة الخرطوم وبمجرد نقلهما إلى العاصمة المؤقتة ببورتسودان فقدا حصانتيهما الدبلوماسية وفقاً للقانون الدولي ، وانتقلت الحصانة إلى المقرين الجديدين ببورتسودان ، وبالتالي عاد مقر السفير عقاراً عادياً يخص مالكه السابق ، خاصة أن المقر غير مملوك للسفارة وإنما مستأجر ..

… وإذا كانت السفارة متابعة بدقة للمقر السابق لسفيرها بالخرطوم ، فلماذا تسمح لقيادات الدعم السريع بالاجتماع فيه وجعله مقر قيادة متقدم ، الا يؤكد هذ اتهامات السودان لها بدعمها للتمرد ، وفتح مقارها للدعم وقياداته ، وهذا ما *يجعل منها هدفاً مشروعا وفقاً للقانون الدولي ، خاصة بعد أن فقد المقر المقصود هنا حصانته وعاد عقاراً عادياَ بإنتقال السفير إلى غيره ..؟*

… إن اتهام الإمارات مردرد عليها ، بل يمثل *وثيقة إدانة لها* ، لأن القصف إذا كان من جانب الدعم كما تقول بعض المصادر *فقد تم قصفكم بسلاحكم* ، فأنتم من وفرتم لهم السلاح والزخيرة والدعم الإعلامي ، وهذه *بضاعتكم ردت إليكم* ، وإذا كان القصف جاء من جانب الجيش فلماذا تسمحون لقيادات الدعم الميدانية بالاجتماع فيه ، *الا يعني هذا انكم لستم رعاة للدعم فقط وإنما شركاء له ، مما يجعل المقر هدفاً مشروعاً وفقاً لبيان الجيش والذي أوضح بأنه يضرب أماكن وجو الدعم السريع* ..

وسؤال اخير لحكومتنا الغائبة العاجزة النائمة في بورتسودان ، *لماذا ما زالت للإمارات سفارة مفتوحة إلى الآن بالسودان* ، مع التأكيد بأننا لسنا من دعاة الفرقة بين الشعوب ، ولكن *السياسات في زمن الحرب تتطلب أسلوبا ومنطقا حازماً ومغايراً* ..

ولن اتفاجأ إن إجتمعت *جامعة الوهن والعجز العربية غداً لمناقشة هذا الأمر الجلل* ، أو أصدرت بيانا مناصراً للإمارات فهذا ديدنهم ، وسؤالي الأكثر إلحاحاً. *”ما الذي يبقينا إلى الآن في هذه الجامعة التائهة التالفة المريضة  ، الميؤوس منها ومن علاجها …*؟

*حيدر التوم خليفة*
30 سبتمبر 2024

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق