رأي
ياسر عبدون …..يكتب عن نشاط الوكالة الأمريكية في السودان
الوكالة الأمريكية في السودان هي من أكبر الداعمين للحراك السياسي في السودان وتعمل عبر زراعين رئيسيين هما (TD-GLOBAL) ومشروع نحو سلام دائم في السودان (TEPS) والذي يمتد لمدة ثلاث سنوات بدءاً من العام 2020م. ويركز بصورة كبيرة على التحول الديمقراطي والمساواة بين الجنسين ودعم وتدريب لجان المقاومة في عدد من الولايات بمافيها الخرطوم، هذا النشاط كان له أثر في تغيير مفاهيم بعض من الشباب في معاداة الأجهزة النظامية بإسم المدنية والتحول الديمقراطي، ويُعد من أخطر البرامج التي تنفذها الحكومة الأمريكية عبر وكالة التنمية تحت غطاء التحول الديمقراطي وبناء السلام وفيه نلاحظ أن(9،9) مليون دولار في العام 2019م، تم إعتمادها لدعم التحول الديمقراطي والحكم الرشيد وتحسين القدرات المجتمعية على مواجهة الصدمات.
صرفت مبلغ 213،850 دولار عبر منظمة (DT.Global) لورش لجان المقاومة في فبراير 2020م، وصادقت الوكالة في سبتمبر 2020م على ميزانية التحول الديمقراطي بمبلغ (520.000) دولار.
في مارس 2022م تم تمويل عدد 4 من مراكز الشباب لتكوين أجسام شبابية تقود المرحلة المقبلة بقيمة 120،000 دولار، وقدمت الوكالة مبلغ 32،900 دولار للجان مقاومة الخرطوم لمشروعات التحول الديمقراطي والمساواة بين الجنسين .
كما مولت الوكالة سلسلة من الورش تحت عنوان (قيادات شبابية من أجل تحول ديمقراطي شامل)، بلغت تكلفة الورشة الواحدة مبلغ (1،113،25) دولار.
معظم الدعومات التي ظلت الوكالة تقدمها ركزت في ورش التحول الديمقراطي مستهدفه لجان المقاومة وبعض المنظمات المرتبطه بأحزاب الحرية والتغيير وليست لها فوائد مباشرة للشعب السوداني، ومن ضمنها مبلغ الـ(100) مليون دولار تم صرف جزء منه كتمويل لتلك المشروعات.
من خلال متابعتي لها يتضح حجم الدعم الذي تقدمه الوكالة الأمريكية تحت غطاء التحول الديمقراطي، عبر مشروعات (مراكز الشباب، دعم التحول الديمقراطي والحكم الرشيد وتحسين القدرات المجتمعية، ورش لجان المقاومة)، كما إن تأثيرة على الحراك الحالي بالبلاد وموجة الإساءة للقوات النظامية هو من ضمن إفرازات تلك الورش.
مشروعات (مراكز الشباب) في العاصمة والولايات تهدف إلى تنظيم لجان المقاومة وتشجيعهم على إنشاء كيانات سياسية موالية لها كي تحكم السودان في المستقبل القريب، كما إن الأموال الكبيرة التي صُرفت فيها بواسطة الوكالة الأمريكية يؤكد إهتمامها بتلك الشريحة من الشباب.
لا نستبعد أن المنح والمشورعات التي تقدمها المعونة للشباب المستهدفين قد ساهمت في تغيير مفاهيمهم بصورة سالبة وربما جعلتهم أكثر ولاءاً لها.
نشاط المعونة الأمريكية السياسي يتم ضمن موجات الهجمات التي شنتها بعض المنظمات الغربية والأممية إجتجاجاً على قرارات سعادة القائد العام للقوات المسلحة بتاريخ 25 أكتوبر 2021م وبموجبها أوقفت الوكالة مبلغ الـ(700) مليون دولار و تعتبر الوكالة الأمريكية إحدى الداعمين لمنظمة Insecurity Insight التي تهتم بمراقبة الحوادث التي تؤثر على المساعدات والرعاية الصحية حول العالم، تقدم تقارير ربما تكون نواه لتجريم القوات النظامية عبر تلك الوكالات التي قامت بتمويلها، وهذا النشاط يحتاج لضبط وفقاً للتشريعات واللوائح الوطنية المقيدة لذلك.