رأي
النفط والطاقة تتسبب في رضوخ بايدن لدول الخليج وتفشله في ادارة الازمة
النفط والطاقة تتسبب في رضوخ بايدن لدول الخليج وتفشله في ادارة الازمة
كتب: أحمد حسين
العالم يتغير بشكل سريع جدا خلال الأشهر الماضية ولعل التحولات الكبرى في سياسات الدول في مختلف المحاور لعمري اكبر دليل معاش على ذلك التحول الكبير.
ظهرت في السطح قوى عظمى كانت تحت ستار؛ لم يتوقع أغلب المحللون السياسيون في العالم قراءة ذلك المشهد والتنبؤ به حتى قبل عهود قريبة؛ القوى الجديدة غيرت بوصلة السياسات الاقتصادية والاجتماعية في العالم؛ وباتت مصدر إزعاج لأمريكا التي كانت في السابق المسيطر الوحيد في تلابيب العالم واقتصاده.
بالمقابل الدول العربية وتحديدا الإمارات والسعودية قامتا بفرض سياسات ضاغطة على الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بأمر النفط والطاقة.
ولعل الدولتين وبما تمتلكان من ثروة نفطية يمكنهما فرض المزيد من الضغوط على أمريكا
ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز“، أنه من المتوقع مواجهة بايدن لعدة انتقادات في أمريكا “لتخليه عن مبادئه من أجل محاولة عزل روسيا” وذلك خلال زيارتة المتوقعة في يوليو القادم للمملكة العربية السعودية. والتي من المقرر أن يلتقي فيها بايدن بالملك سلمان، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وقالت خبيرة شؤون الخليج سانام فاكيل، ضمن تقرير الصحيفة، إن مساعدي الرئيس بايدن “ضغطوا عليه لأشهر للتخلي عن غضبه الأخلاقي والضغط من أجل التقارب مع بلدان الخليج، بحجة أن الأمر يستحق قبول مقايضات التعامل مقابل استقرار الطاقة”.
وفي 8 من مارس الماضي، تحدث تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“، عن رفض القادة السعوديين والإماراتيين الحديث مع الرئيس الأمريكي عبر الهاتف، في الوقت الذي كان يسعى فيه بايدن لحشد دعم دولي لأوكرانيا أمام روسيا التي تغزوها منذ 24 من فبراير الماضي، إلى جانب ملف زيادة الإنتاج النفطي تحت مظلة مجموعة “أوبك” والتحكم بتصاعد الأسعار، لتعويض النقص النفطي بعد مقاطعة بعض الدول الأوروبية موارد الطاقة الروسية.
وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 31 من ابريل الماضي، أشار المعلق الأمريكي، ديفيد إغناتيوس، إلى أن “الاحتضان الأمريكي” كان سيأتي قبل عدة أشهر لأسباب عملية، أبرزها أن محمد بن سلمان قد يحكم المملكة لعقود، إلى جانب المصالح الأمريكية الأمنية والمالية في الحفاظ على شراكتها الطويلة مع المملكة، كون السعودية حليفًا في جهد مشترك لاحتواء “أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة”. وكذلك الحال بالنسبة لدولة الامارات التي تولي مقاليد الحكم فيها الشيخ محمد بن زايد وهو رجل من جيل القادة الشباب اصحاب الكفاءة والقدرة والقوة في منطقة الشرق الاوسط.
خبراء غربيون نبهوا إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا شكل حدثاً مزعزعاً على الصعيد الدولي، كما أن فرض تكلفة حتمية على روسيا يتطلب بذل كل ما في وسع الولايات المتحدة لحرمانها من عائدات النفط التي تساعد على دعم مجهودها الحربي، لكنّ إخراج أكبر قدر ممكن من النفط الروسي من السوق يؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار ويتطلب التوسع في إنتاج النفط من أجل التعويض عن بعض الخسائر. والسعودية ودولة الامارات هما الدولتان الوحيدتان في العالم القادرتان علي سد العجز بما يتمتعان به من قدرة احتياطية ملحوظة على إنتاج النفط