سياسة
أمريكا والابتزاز بفرض العقوبات علي بعض القيادات والرموز الحكومية!!
الخرطوم: سودان بور
يطالب مجلس الشيوخ الامريكي من خلال بعض اللوبيهات وجماعات الضغط المتعاطفة مع بعض تيارات المعارضة ويدعو لفرض عقوبات علي منتهكي حقوق الإنسان بزعمهم في السودان مستغلاً الأوضاع السياسية الهشة والسيولة الامنية التي تضرب باطنابها وسط واطراف البلاد وهو يمني النفس باتخاذ قرارات من شأنها تجيير موارد بالبلاد لمصالح دولته العليا! لانه لايمكن لعاقل تصديق ان أمريكا تهتم حقا لحقوق الانسان وتنحاز لمبادئ وقيم الديموقراطية وهي تبني امتن علاقاتها مع دول ليس فيها حتي دساتير او يتمثل دستورها في جملة واحدة وهي انا الملك! فضلا عن الديكتاتوريات المتعددة التي ظلت وفية لعلاقاتها بها دون ان يؤنبها ضمير او تهيجها حساسية حقوق الانسان!
قبل مدة قصيرة ادخلت بعض قوات النجدة والعمليات ضمن عقوبات احادية بحجة انها قوات مفرطة في العنف ضد المواطنين وعدتها تنظيم ارهابي! واليوم تحاول تسويق فرض عقوبات علي مجموعة افراد لتوسيع دائرة ضغطها علي السلطات الحاكمة بعد عدد من التقارير الاستخبارية التي تحذر من فقدانها السودان ومايمثله من عمق استراتيجي في شرق افريقيا وانحيازه الي روسيا ودول البركس بعيدا من الغطرسة والنفوذ الأمريكي! وهي تحاول فرض عقوبات علي منتهكي حقوق وتشير بدهاء الي الجيش او المنظومة الامنية اوبعض اهم قياداته وفي حقيقة الامر ليست سوى محاولة بالغة الخطورة لعزل المنظومة الامنية ووضعها امام عداء مع شعبها واستثمار أجواء الخلاف مابينها وبين الشعب بعد مجزرة القيادة التي تركت آثارها ومضاعفاتها بانعدام الثقة مابين المكون المدني والعسكري بالبلاد! واتخاذها قاعدة انطلاق ومخلب قط لنشب اظافرها البشعة لتحقيق مآربها الخاصة بالمنطقة!
يرى بعض المراقبين ان التدخل الامريكي استراتيجيته في الاستحواذ علي السودان يعمل علي مسارين الاول، اضعاف المنظومة الامنية وارهابها من خلال فرض العقوبات علي قياداتها ورموزها او كما حدث علي فروع كاملة من وحداتها واسلحتها الفاعلة! والثاني الهدف الاستراتيجي وهو محاولة وضع البلاد تحت البند السابع بحجة ان السلطات الحكومية وأجهزتها القمعية غير أمينة علي سلامة شعبها وحمايته وصون حيواته من خلال التضخيم والطرق علي مفردة العنف المفرط والقمع الوحشي الذي تمارسه السلطات علي احتجاجات الثوار العزل ومظاهراته السلمية!؟ وهي في حقيقة الامر تسعى في دعم تيارات منهم باجهزة الرؤية الليلية وتجتمع بمجاميعهم في العلن بدعوى حثهم علي عملية الحوار التي ترعاها الآلية الثلاثية! ولا تبتغ وراء ذلك سوى فرص الاجتماع والتوجيه لهذه المجموعات وفق أجنداتها ومصالحها الذاتية ومطامعها في المنطقة وتهيئة الأجواء لتسهيل تنفيذ اغراضها الخاصة ضمن رؤيتها للبلاد كساحة صراع مابينها وروسيا!
جرب السودانيون حقيقة العقوبات الأمريكية فليس هنالك ماهو محجوبا عنهم بشأنها في ظل العلاقات غير المتكافئة ويعلم السودانيون جيدا معنى فرض عقوبات او محاصرة امريكية؛ لانهم بلا شك سوف يكون المتضرر الاوحد في مثل هكذا عقوبات! ويعلمون جيدا ان امريكا أصلا تحاول الدعاية بقضية فرض العقوبات وتجميد المساعدات لانهم مستيقنون تماما من انه ليس هناك مساعدات دفعت بها للسلطات السودانية بصورة جادة واكيدة منذ حكومتي حمدوك وحتي هذه اللحظة! وكلها ليست سوى مجرد وعود زائفة بالدعم لم تتحق بعد؛ ولن تتحق مستقبلاً!
علمتنا التجربة ان أمريكا تسعى لمصالحها فقط! وضمان هذه المصالح في السودان في ظل الصراع السياسي الذي تعيشه البلاد وغير المؤكد حسمه لصالح اي من الاطراف الموالية لها او المعادية؛
لان حقيقة الأمر ان امريكا لاتهتم بحقوق الانسان حتي في الداخل الامريكي نفسه فقتل الامريكان من اصول افريقية واسيوية ولاتينية والقتل علي الهوية من خلال عنصرية الدولة واجهزتها القمعية لم يتوقف منذ حركة الحقوق المدنية في الستينات وحتي اللحظة وجورج فلويد ابرز مثال علي اعتناء امريكا الرسمية واهتمامها بحقوق الانسان في الداخل الامريكي فضلا عن الاهتما بهذه القضايا في اعماق افريقيا في دولة مثل السودان لا تراها سوى مخزن كبير للموارد التي تعتبر ضخها لمصلحتها ومصلحة شعبها الامريكي واجب مقدس؛ نصبت الادارات الامريكية المتعاقبة لتحقيقه والعمل من أجله!؟